..وكأننا فقط نبحث عما يستفزنا في كل خبر لنجعله حديثا لا يتوقف، نواصل به جلد الذات والتطاول على بعضنا البعض، والبقاء في دائرة الضحايا التي نستمتع بالوجود داخلها، ولا ننظر للجزء المملوء من برميل الماء الماثل أمامنا الذي يقول: إن هناك جانبا مشعا في القضية، وزاوية تستحق الالتفات والإشادة.
خبر غسل الكعبة بمشاركة المطرب المغربي عبدالفتاح الجريني، وسائق الراليات القطري مبارك الهاجري زوج المطربة أحلام، واحد من هذه الأخبار التي وضعناها في زاوية المستفز والباعث على الغثيان، وكأنهما من يهود بني قريظة أو من سلالة بوذا.
وفي حقيقة الأمر أن خبرا كهذا من المفترض أن يكون باعثا على السعادة والارتياح، كونه ينبئ بأن أهل الفن والرياضة ـ على اعتبار النظرة العامة لهم بأنهم بعيدون عن الله ـ يحرصون على التشرف بغسل الكعبة، وربما يكون ذلك سبيلا لهدايتهم أو على الأقل غسل ذنوبهم، هل يزعجنا أن يغسل مسلم ذنوبه أو يستزيد في الحسنات؟
الأمر الآخر، أن المشاركة في غسيل الكعبة أمر متاح للجميع وليس حصرا على أحد، ويتم ذلك على مرحلتين، الأولى يشارك بها العمال بعد صلاة الفجر والثانية تتم مساء مصحوبة ببعض المراسم، وبحسب المعلومات المتوافرة، فإن المطرب المغربي فضل البقاء منذ موسم الحج من أجل نيل هذا الشرف العظيم، وهو ما تحقق له في المرحلة الأولى.
ويبدو أن الأمر كان طبيعيا، لكن تغريدات الست أحلام عن زوجها على "تويتر" هي التي فتحت الباب للجدل، على اعتبار أنها تتقصد استفزاز السعوديين في كل مرة، فاتفق الغالبية على عدم أحقية المطرب والرياضي في غسل الكعبة، وتناسوا تماما أنهم مسلمون موحدون، وربما هم في أمس الحاجة إلى الأجر والمغفرة.