يحيى عمر آل زايد
عندما ننتقد فنحن نعري الحقائق لهدف التصحيح وليس "التجريد"، فما نشهده هذه الأيام من موجة ساخطة في مواقع التواصل الاجتماعي وأخص بها (تويتر) ينذر بحالة انفلات نقدي، ودوما لا يعقب الانفلات سوى "انهبال"، فالكثير نصب من نفسه ناقداً في كل شيء، واعتقد أن وجهة النظر هي نقد!
وجهات النظر هي انطباعات وقناعات، والنقد هو دراسات وأبحاث، فعلى سبيل المثال هل من المعقول أن أحمل مسؤولية حادث مراهق طائش وزير المواصلات؟ وهل تعقيدات عملية يتحمل سببها الطبيب ووزارة الصحة؟ وعند الحديث عن الأطباء ولست مدافعا عنهم لأني سأصبح منهم بل أعترف أن هناك أخطاء شخصية فادحة يتحملها الطبيب، ولكن هناك تعقيدات ومضاعفات بعد كل عملية لا دخل للطبيب بها، ندرسها تحت عنوان "المضاعفات" ستحصل بنسبة كبيرة بعد العمليات، فالجسم البشري لغز لم يُحل بعد، فلا "تنتقدوا" فيما لا تعون، فتلك المضاعفات ليست من خطأ طبي وإنما عناد جسدي، وهنا يكمن الفرق بين من يقول وجهة نظره ومن ينتقد وكأنه قد فهم كل التفاصيل الطبية.
ندخل من نفق الجميع فيه يصرخ للآخر، فلماذا لا يتحدث كل كاتب في مجاله وفي المجالات التي له فيها تجربة وخبرة، فرُب كلمة واحدة هوت بالكثير للأسفل، وعندما نبدأ بالسقوط سنتسلق للأمل ولكن سيطول الانتظار!
إن كنا نعشق ترابنا، يجب أن نعي وجهة وطن لا وجهة نظر.