عيسى سعد الحربي
من المتعارف عليه مسبقاً وعندما تقع كارثة أو أي مشكلة صغيرة كانت أو كبيرة في أي مؤسسة حكومية فإن القرار المسبق المتوقع لدى معظم شرائح المجتمع السعودي أن يخرج المسؤول الأول في تلك المؤسسة ويقول إننا سوف نكوّن لجنة للنظر فيما حدث، إلى هنا والأمر عادي جداً، بل وهذا عين الصواب، ولكن أن تمر شهور عديدة وربما سنوات واللجنة لاتزال تنظر فيما حدث، فهذه المعضلة الكبرى.
والأغرب من هذا كله أن اللجنة ـ أحيانا ـ تكوِّن لجنة أخرى، والأخرى تكوّن أخرى.. وهكذا، إلى أن يمل المواطن وينسى (ما حدث). لم أتذكر - ولو لمرة واحدة - أن وقعت مشكلة ما وخرج المسؤول وقال إنني أتحمل مسؤولية ما حدث، أو قال أي شيء سوى (سوف نكوّن لجنة). ربما تكون اللجنة مخرجاً موقتاً للمسؤول لكي يتدارك وضعه حال حدوث المشكلة، ويطلع على ما حدث بالتفصيل، ويخرج لنا من جديد ويضع النقاط على الحروف. هذا الشيء أدى إلى اهتزاز الثقة في بعض المسؤولين، لدرجة أنه عندما يخرج مسؤول ما ويتكلم لا يجد من يستمع له.. كثير من المواطنين يقولون هذا الكلام (مضيعة وقت)، أو (ليش أضيع وقتي بكلام إنشائي؟).. نحن بحاجة مُلحة لإعادة بناء الثقة في المسؤول أياً كان.