الكل يبحث عن فرصة له في رمضان، حيث يعتبر موسما للخير والعطاء والبذل وتختلف توجهات الاستفادة من هذا الشهر الكريم، الذي دائما ما يشهد حراكا واسعا على كافة الأصعدة الدينية والثقافية والاجتماعية والفنية والإعلامية والرياضية، وما يخص الجانب الأخير فإن دورات كرة القدم المخصصة للأحياء في مختلف مناطق المملكة تنشط في شهر رمضان حتى عرفت لاحقا باسم "الدورات الرمضانية"، وتترقبها فرق الحواري الرسمية للمشاركة في تلك الدورات والفوز بكأسها.
وتقوم تلك الفرق في الأحياء قبل مشاركتها في تلك الدورات الرمضانية بالاستعداد بشكل جيد لخوض غمار المنافسات على غرار ما يحدث في الأندية الرسمية، التي تستعد للمشاركة في الموسم الرياضي من خلال إقامة المعسكرات والتعاقد مع لاعبين محليين وأجانب، ولكن فرق الحواري يختلف الأمر نوعا ما، حيث يقوم مسيروها بالتعاقد مع لاعبين من فئة "المواهب الكروية" يطلق عليهم بالمصطلح الكروي الدارج بينهم "الفتيتة"، من أجل لعب مباراة واحدة لمدة ساعة مقابل 500 ريال كمتوسط للسعر الذي يصل إلى 1500 ريال و2000 ريال، ودائما ما يكون الأجانب أصحاب النصيب الأوفر من المشاركة في تلك الدورات بمبالغ مالية كونهم لا يستطيعون التسجيل في الأندية بحكم أنظمة ولوائح الاتحاد السعودي لكرة القدم.
ويقول فهد بندر مدرب فريق مانشستر يونايتد لـ"الوطن": "إن المواهب الكروية تنشط في "رمضان" وخصوصا الأجانب الذين يرون بأن هذا موسم لهم ويشاركون مقابل أموال يتقاضونها عن المباراة الواحدة". ويشير إلى أن كثيرا من الفرق المشاركة في الدورات الرمضانية سواء من الشركات أو التي تتبع للأفراد تقوم بالدفع لهؤلاء اللاعبين لتعزيز صفوفها والفوز بالألقاب، حيث إن بعض البطولات لها عائد مادي كبير إلى جانب العائد المعنوي".
ويوافقه الرأي أحمد السويلم، أحد المدربين في فرق حواري العاصمة، ويؤكد أنه يعرف كثيرا من اللاعبين الأجانب المتخصصين في الدورات الرمضانية ينتظرون هذا الموسم بفارغ الصبر، ليجنوا كسبا ماديا مناسبا لهم، لافتا إلى أن بعضهم يضطر للذهاب إلى دول الخليج العربي منها قطر والإمارات العربية المتحدة والكويت أيضا للمشاركة في دورات رمضانية هناك للحصول على مقابل مادي، والأمر ذاته ينطبق على المواهب السعودية التي لم تجد فرصا لها في الأندية فيشاركون في الدورات الرمضانية من أجل المادة كما هو الحال في الاحتراف في الأندية، ولكن على مستوى الأحياء".
ويرى هؤلاء اللاعبون الموهوبون أن الدورات الرمضانية فرصة لهم ليشاهدهم الجميع ويضطر بعضهم للمشاركة في أكثر من دورة رمضانية ويلعب بشكل يومي، والبعض الآخر لا سيما الصغار في السن يشاركون في أكثر من مباراة في اليوم الواحد.
من جهته، يشير أحمد علي، أحد المواهب الكروية من الجنسية اليمنية إلى أنه يلعب في أكاديمية شهيرة في مدينة الرياض ولكنه يضطر إلى التغيب عنها للمشاركة في الدورات الرمضانية مقابل المادة، مؤكدا أنه حدد سعره بـ600 ريال من أجل لعب مباراة واحدة ويكون المبلغ مخفضا في حال كانت بطولة كاملة".
فيما يرى أحمد محمد أحد المصريين، الذين يملكون موهبة كبيرة أنه يلعب الدورات الرمضانية في مدينة الرياض ويضطر للسفر إلى مدينة دبي للمشاركة في دورات هناك مقابل مكافآت مجزية، وتدر عليه بكثير من المادة.