كل الذين في معسكري الهلال والنصر ممن كانوا يرددون قبل الديربي الكبير أنه "مجرد ثلاث نقاط"، عجزوا عن إخفاء الحقيقة التي يحاولون التلاعب عليها "لفظيا"، فالنصراويون كافؤوا لاعبيهم بـ"50 ألف ريال" لكل لاعب، وهتفوا وفرحوا وتعانقوا على نحو ما يحدث في النهائيات، أما الهلاليون فأغلقوا مرانهم اليوم التالي الذي عادة ما يكون "إجازة" أو تمرينا استرجاعيا! وواكب الهزيمة "1/2" ردود فعل زرقاء غاضبة لم تبق ولا تذر على المدرب "سامي" وبعض اللاعبين!.

الأكيد أن الديربي يعد بطولة في التنافس التقليدي، زاد في قيمته، مثلما ذكرت هنا يوم اللقاء، الفارق النقطي وتبادل الصدارة بين الفريقين، وهذا من عوامل جذب الجماهير برقم قياسي هذا الموسم وعن مواسم سابقة قريبة، وبالتأكيد أن الحضور الجماهيري "أكثر من 40 ألفا" أعطى بعدا آخر للنزال المثير.

وفي ظل هذه المعطيات من الطبيعي أن يفرح الفائز ـ أيا منهما ـ كثيرا؛ لأنه كسب إيجابيات متعددة، لكن الخاسر وبنتيجة "طبيعية" بفارق هدف يفترض أن يكون أكثر هدوءا.

وفي شأن هذه المباراة، فإنها تهم النصراويين أكثر كون الخسارة تبعدهم عن الهلال أربع نقاط، والفوز يعني استعادة الصدارة من عرين المتصدر والمنافس الأكبر، الذي وقف حائلا بينهم وبين عدد من البطولات، وزاد في أهمية المباراة التحدي الكبير الذي دخل به النصراويون اللقاء، بعد مشكلة الثلاثي البرازيلي ليلة المباراة، والقرار الجريء والصارم بعدم إشراكهم، وهو قرار حقق إيجابيات كثيرة توجت بالفوز المستحق عن طريق المتخصص الجديد في مرمى الهلال النجم محمد السهلاوي.

ولذا لم يكن مستغربا الأفراح التي تلت المباراة في الملعب وخارجه، وتفاعل بعض المحبين بمكافآت مجزية وصلت إلى "50 ألف ريال" لكل لاعب. وفي هذا المقام نهنئهم ونثمن لمحبي النصر تفاعلهم وتلبية كل ما من شأنه التحفيز للأفضل في طريق العودة لمنصات الذهب.

في المقابل، جاءت ردة الفعل الرسمية الهلالية سلبية وغريبة بإغلاق الأبواب اليوم التالي، وعدم السماح بمتابعة التمرين!!

هي نتيجة عادية بفارق هدف، ولم تكن كوارثية بالأربعة أو الخمسة مثلا، وحتى لو كانت يفترض أن يكون التعامل بما ينسجم مع مشوار طويل للدوري.

ولكن هذا الإجراء يؤكد استمرار سياسة إبعاد الجماهير عن النادي بما يقلل من قوة تأثيرهم على سير العمل في النادي، بحجج واهية من بينها المحافظة على اللاعبين من بعض الجماهير الانفعالية.

وفي الواقع يعزز هذا الإجراء ما يدور في نطاق الهروب من مواجهة الجماهير، التي هي ديدن النجاح والقوة، وهي أكثر صراحة في تعاطي الأحداث، أما الفئة التي تسيء أو تخرج عن طورها، فهي قلة ولا يعتمد عليها في تطبيق سياسة العمل.

والأكيد أن هذا التصرف يحد من وصول الإعلاميين لحقائق في النادي على جميع الأصعدة وليس كرة القدم فقط، خاصة بعد التنظيمات الأخيرة التي تحدثنا عنها العام الماضي إلى درجة عدم وجود مكان للإعلاميين، قبل أن تعاد الأمور إلى "شبه" نصابها، تجاوبا مع انتقادات صريحة.

وهنا لا نحرم على الهلال أو غيره إقفال التدريب في أي وقت، لكن ليس على نحو ما حدث في أعقاب الخسارة الطبيعية والعادية "كنتيجة"، والتي ربما تكون لقاحا على عدة أصعدة، والأكيد أنها خسارة ضمن دوري طويل وشاق، وربما لن تكون الأخيرة.

وفي الختام أقول "تواضع عند الفوز وابتسم عند الخسارة".