يستغل العديد من الشباب في جدة شهر رمضان لزيادة دخلهم اليومي، معتبرين ذلك فرصة لمساعدة أسرهم وتلبية الاحتياجات الرمضانية لها، فمع بداية دخول أيام الشهر الكريم يبدأ العديد من الشباب في تغيير مهامهم المعتادة لاستغلال أيام الشهر الكريم في مهنة البيع خلف طاولات الأكلات الشعبية والسوبيا، والكبدة، والبليلة، والسمبوسه.

وفي جولة ميدانية لـ"الوطن"على بائعي البسطات في جدة، رصدت عددا من الشباب خلف الطاولات المستديرة، الذين اعتادوا كل عام على تغيير مهامهم، حيث أشار محمد القحطاني، موظف بشركة اتصالات، ورب أسرة لديه 4 أبناء، إلى أنه يبيع السمبوسه كل عام في رمضان لزيادة دخل الأسرة وتوفير متطلباتها، مبينا أنه يحرص على الحصول على إجازة من عمله لاستغلالها في مشروعه الصغير. وأضاف أن زوجته تساعده، حيث تجهز له السمبوسه وتحفظها في ثلاجة لتبريدها حفاظا على جودتها، مشيرا إلى أنه يلجأ لشراء زيوت القلي بكميات كبيرة حتى لا يكرر عملية القلي في زيت أكثر من مرة.

ولفت إلى أنه يبدأ العمل منذ الساعة الـ11 صباحا، حيث يتوجه لتجهيز البسطة المكونة من "مقلاة" تتسع لما يزيد على 30 حبة، لافتا إلى أنه وعدد من أصدقائه يمتهنون بيع المأكولات خلال رمضان كالتمور، والعصائر، والآيس كريم، والبليلة، والسوبيا.

فيما أشار ثامر كريم يعمل في مجال العقار إلى أنه يستغل شهر رمضان في البيع خلف المباسط المجهزة، لافتا إلى أنه يوفر مستلزمات بيع البسطات المتنوعة ما بين برادات حفظ السوبيا وتجهيز أماكن مخصصة لإعداد الأكلات الشعبية والمقليات الرمضانية كاللقيمات، موضحا أن شهر رمضان يمكنه من استبدال العمل في مجال العقار لفترة مؤقتة وتعويض ذلك ببيع الأكلات الشعبية الأكثر إقبالا من قبل الأسر في رمضان.

وأشار إلى أن العمل في مجال البيع يحقق له مكاسب مادية تساعده على توفير المستلزمات المعيشية، موضحا أن ترك السهر لأوقات طويلة في الشهر الكريم من أجل البحث عن الرزق بممارسة البيع خلف مباسط الأكلات الشعبية، مشيرا أن دخله اليومي يصل إلى 700 ريال.

أما عبد الله دردير الموظف بالخطوط السعودية، فيقف خلف طاولة صغيرة مستندا إلى سيارته الخاصة ويعرض أمامه أنواعا من السوبيا الحمراء والبيضاء، مبينا أنه يمارس بيع السوبيا في رمضان كل عام بعد أن أخذ إجازة من عمله، معتبرا أن مهنة البيع في هذا الشهر تحقق مكاسب كبيرة.

وألمح إلى أن سعر كيس السوبيا يتراوح ما بين 10 إلى 14 ريالا، مضيفا أنه يبدأ العمل منذ الساعة الـ3 ظهرا إلى أذان المغرب حيث اعتاد على الإفطار أمام أكياس السوبيا بتناوله حبات من التمر واللبن وكوبا من السوبيا، مشيرا إلى أن دخله اليومي يزيد على 200 ريال.