بينما تؤكد تونس أن السيناريو المصري لن يتكرر في تونس إلا أن المعارضة تريد الانقضاض على هذه الفرصة واستثمارها لإزاحة خصومها الإسلاميين.
وأدت أول انتخابات في تونس إلى وصول إسلاميين معتدلين للحكم وهو ما حدث أيضا في مصر لكن تدخل الجيش المصري لعزل الرئيس الإسلامي المنتخب بعد ضغوط شعبية كبيرة ألقى بسرعة بظلاله على تونس.
ولم ينتظر علمانيو تونس طويلا كي يتحركوا ضد الإسلاميين فأطلق شبان حركة تمرد مثل حركة تمرد المصرية لإسقاط الحكومة التي تقودها حركة النهضة الإسلامية وحل المجلس التأسيسي المكلف بصياغة دستور جديد للبلاد.
وقال منظمو هذه الحركة إنهم جمعوا 200 ألف توقيع. وبعد يوم واحد من الإطاحة بالرئيس مرسي سارع حزب نداء تونس، وهو من أبرز أحزاب المعارضة العلمانية، لتهنئة المصريين بانتصارهم لكنه استغل الموقف ليدعو إلى حل حكومة الإسلاميين وتشكيل حكومة إنقاذ وطني في خطوة غير مسبوقة. وقال بيان للحزب إن فشل الحكومة وتفشي العنف أسباب تبرر الدعوة لحكومة إنقاذ لتسيير شؤون البلاد خلال المرحلة الانتقالية. لكن قادة تونس الإسلاميين قالوا إن السيناريو المصري لا يمكن أن يتكرر في تونس.
وقال رئيس الوزراء التونسي علي العريض "لا أتوقع حدوث السيناريو المصري لثقتي بوعي التونسيين ولأن الرزنامة السياسية في تونس واضحة".
إلا محللين يرون أن السيناريو المصري ليس ببعيد ولو باختلافات في ظل تزايد الاحتقان من استمرار الإحباط لدى الشبان العاطلين وغلاء المعيشة وتفشي العنف. ويقول المحلل السياسي يوسف الوسلاتي: "تونس لا تبدو بمعزل عما جرى في مصر.
إخوان تونس يواجهون مصيرا مماثلا، خصوصا في ظل تقارب غير مسبوق بين فرقاء سياسيين بالمعارضة لإزاحتهم من الحكم".
وتوقع الوسلاتي وهو رئيس تحرير صحيفة (آخر خبر) أن تبلغ الاحتجاجات أوجها خلال الاحتفال بعيد الجمهورية في 25 يوليو الجاري، وفي 23 أكتوبر المقبل تاريخ إجراء أول انتخابات قبل عامين.
وقال أحمد الصديق القيادي في الجبهة الشعبية وهو حزب شكري بلعيد الذي اغتيل في فبراير الماضي إن الجبهة جاهزة لإزاحة الإسلاميين بقوة الشارع.
وأضاف: "ندعو إلى حكومة إنقاذ لكن إذا أصر خصومنا على تجاهل مطلبنا فسنذهب لذلك بفرضه بإرادة شعبية سلمية ضاغطة. لا نخاف النزول للميدان ولو قتلونا".
ويضيف: "التأثر بين مصر وتونس موجود دون شك.. هنا أيضا شرعيتهم انتهت تماما بسبب الفشل السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي".