يحتفظ أهالي وادي الدواسر بتقاليد الترابط الاجتماعي أثناء شهر رمضان، ولا تزال معظم الأسر تتذكر ما يصفونه بالزمن الجميل حينما كانوا يجتمعون على مائدة واحدة بالتسلسل، وجدولة مواعيد الإفطار ووجبة السحور يوميا، حيث يجتمعون كل يوم في أحد المنازل، وذلك رغم ممارسات الحضارة والتمدن التي أثرت سلباً على عادات وتقاليد الماضي، لا سيما مع حلول تقنيات التواصل الافتراضي.
وقال المواطن محمد بن فنيس الحراقين لـ"الوطن": إن هناك عادات وتقاليد لا تزال مستمرة حتى الآن، وحافظ عليها الجيل الحالي استمرارا لعادات وتقاليد الآباء والأجداد الجميلة، مبيناً أن تلك العادات تشمل إفطارا جماعيا للأسر بشكل يومي من بيت إلى آخر، إضافة إلى التنقل بوجبة السحور من أسرة إلى أخرى بناء على جدول الإفطار، فضلاً عن إعداد مأكولات معينة للإفطار والسحور وتقسيم وجبة الإفطار إلى وجبتين، الأولى مع آذان المغرب، والأخرى قبيل صلاة العشاء والتراويح، على أن يتناولوا في الإفطار التمر والرطب والماء تحت اسم "الإفطار الأولي" قبل البدء في تناول وجبة الإفطار، التي تكون عادة عبارة عن شوربة ومكرونة وسمبوسة، إضافة إلى الزبادي والقشطة، وأصناف خفيفة أخرى مثل المعجنات والعصائر الرمضانية، وتختتم باحتساء الشاي والقهوة العربية سيدة الموائد في هذا الشهر.
ويشير المواطن خالد محمد آل أبو سباع، إلى أن أهم العادات الرمضانية في محافظة وادي الدواسر، زيارة العائلات والجيران بعد صلاة العشاء، فيما تخصص بعض العائلات إفطارا كل يوم من أيام رمضان في منزل أحد الأفراد بشكل دوري، بادئين بمنزل أكبر الأبناء، في حين يقوم البعض بتوزيع عينات من طعام الإفطار على الجيران، فيتبادل الجميع الأكلات فيما بينهم. ويكثر أهالي المحافظة كغيرهم من الأسر السعودية من أعمال الخير في رمضان، من إقامة لموائد إفطار صائم بالقرب من المساجد، وتوزيع وجبات الإفطار الخفيفة عند إشارات المرور بالمحافظة.