رحم الله المربي الفاضل الدكتور محمد الرشيد، وأسكنه فسيح جنانه فقد عاش كحالة مختلفة في هذا البلد؛ لأنه كان شجاعا، وقد لا يشبهه في ذلك إلا الدكتور غازي القصيبي، وكلاهما تعرضا للأذى النفسي، وفتنوا في دينهم وأخلاقهم، وزاد الرشيد أن تعرض للتهديد بالقتل، وطعن في عرضه، وتعرضت أسرته للإيذاء والكلام البذيء، في صورة تؤكد فجور الخصومة التي حدث عنها سيد الخلق.

جاء محمد الرشيد إلى وزارة التربية والتعليم، وقد أطبق عليها فئة معينة من التربويين الذين يحملون فكرا تقليديا لا يتناسب مع العصرنة والتجديد، وحين حاول انتشالها وإعادتها إلى درب التنوير ـ التي هي أصلا وجدت لها ـ وجد نفسه وحيدا في مواجهة مجموعات منظمة، خسرت موقفها أمامه، وراحت تتعرض لشخصه.

دخل الرشيد في حرب شعواء مع الصحويين الذين يرون أنه يضرب بقراراته فكر النشء، في حين أنه كان باحثا عن الإصلاح والتطوير، ولعل خروج مشروع تطوير التعليم من حسناته الكبيرة، فما كان من الخصوم الذين يعدون أنفسهم من أهل الصلاح والدين إلا أن بدؤوا بالتعرض له بالكلام الفاحش والبذيء، ونظموا الحملات التي تتطاول على سمعته، حتى إنك لتجد من العامة من يحلف في المجلس أن الرشيد هو سبب خراب التعليم، وهو من يحيك المؤامرة للأبناء.

اليوم يتداول الناس وصية المربي محمد الرشيد، التي قدمها لأبنائه وبناته، وحملت هذه الوصية تقديما فيه ما يثبت أن هؤلاء طعنوا في دينه، ويرغب هو في تغيير الصورة التي علقت في أذهان الناس، فبدأها بالشهادتين والتأكيد على إيمانه بالكتب والرسل والبعث، ويوصي بالإحسان والرفق والحب والدعاء، وتبدو من كلماته أنه سامحهم جميعا، رحمه الله.