ترى الإعلامية الفلسطينية في قطاع غزة مها أحمد أن شهر رمضان فرصة للعبادة والتكافل، وتحرص فيه على التواصل مع أقاربها رغم الحصار الذي يفرضه الصهاينة على القطاع. تقول مها التي تنقل أحداث غزة إلى عدة جهات إعلامية، ومن بينها إذاعة الرياض إن حلمها الذي تتمنى تحقيقه هذا العام أن تصلي في المسجد الأقصى. وآراء أخرى في هذا الحوار.
ماذا يعني لك رمضان؟
رمضان شهر الخير، والرحمة، والغفران ليس كأي شهر، فهو شهر النفحات والروحانيات، وفيه ليلة القدر، لذا أحرص فيه على صلاة التراويح التي تزيح الهم عن النفوس، وزيارة الأقارب، وإطعام المساكين.
كيف يستقبل الفلسطينيون هذا الشهر؟
عندما تثبت رؤية هلال شهر رمضان، وتعلن المملكة العربية السعودية الصوم تلتزم الأراضي الفلسطينية بهذا التوقيت، وتصدح المساجد، ويفرح الأطفال، ويخرج كل منهم فانوسه الصغير فرحاً بشهر الصوم، رغم ذلك أستقبل هذا الشهر كفلسطينية بالفرح الممزوج بالحزن، فلا يخلو بيت فلسطيني من شهيد، أو جريح، أو أسير، فبيوتنا تتفتح بها في هذا الشهر الجراح، قد نتذكر شهيدا كان يجلس معنا على مائدة الإفطار، وقد نتذكر أسيرا قابعا خلف القضبان، فنشتاق لصحبته، وجلساته، وحركاته، وأكلاته التي كان يفضلها.
كيف تكون أجواء رمضان في القطاع؟
الشعب الفلسطيني حاله ليس كحال أي شعب، كيف لا وسلطات الاحتلال الإسرائيلي تقطع أوصال الوطن؛ فنحن بغزة محرومون من زيارة أقارب وأصدقاء لنا في الضفة الغربية، ولا نستطيع التوجه لمدينة القدس، أنا كفلسطينية لم أصلّ حتى الآن في المسجد الأقصى، ولم أشاهد مدينة القدس، وكذلك الحال لأهل الضفة، لا يستطيعون زيارة أقاربهم بغزة، بسبب الحواجز العسكرية الإسرائيلية، وجدار الفصل العنصري الذي يقطع المدن والقرى في الضفة الغربية، وغير ذلك كثير، فجنود الاحتلال يعتدون على كل من يمر عبر الحواجز، فقبل ثلاثة أيام قتل جنود الاحتلال على حاجز الزعيم شمال مدينة القدس فلسطينيا بدم بارد، ولم يكتف الاحتلال بذلك، فقطاع غزة محاصر منذ أكثر من خمس سنوات، وبالطبع ألقى ذلك بظلاله على الأوضاع الاقتصادية، والصحية، والاجتماعية للأهالي، وكوني إعلامية شاهدت نقص الأدوية في المستشفيات جراء الحصار، وأسر فلسطينية تفترش الأرض، وتلتحف السماء لكون رب العائلة عاطلا عن العمل، ولا معيل لها.
كيف تقضين يومك في هذا الشهر؟
رغم الحصار فالكثير من أهل الخير يقدمون في رمضان معونات شخصية للمحتاجين، إضافة إلى الجمعيات الخيرية والإسلامية التي تقدم يد العون للأسر المعوزة والأيتام، غير ذلك نحن نعيش مشكلة انقطاع التيار الكهربائي بغزة، وفي بعض الأيام تنقطع ثماني ساعات، وأحيانا تأتي بالنهار، وتنقطع بالليل، لهذا السبب يكثر هروبي كعدد كبير من الأسر الفلسطينية إلى شاطئ البحر لأتناول وجبة الإفطار مع عائلتي هناك.
ما هي الوجبة الرئيسية للفلسطينيين في رمضان؟
مائدة الإفطار الفلسطينية مميزة عن باقي الشعوب الأخرى، ومن أشهر أكلاتها المفتول، والمقلوبة، إضافة لأنواع شتى من الحلويات مثل النابلسية، وعش البلبل، والكلاج، والشوربة والمخللات شيء رئيسي على مائدة الإفطار. أما المشروبات الرمضانية فمتعددة، وأشهرها الخروب، وعرق السوس، وهناك القطائف اللذيذة التي تحشى بالمكسرات، وتحلى بالقطر، ويطلق عليها فاكهة رمضان.