البهجة التي طغت على ملامح وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون فجر أمس، وهي تتلو إعلان اتفاق مجموعة "5+1" حول برنامج إيران النووي، لم تكن إلا تعبيرا عن انتصار شخصي، بوصفها عرابة مفاوضات جنيف.
آشتون التي كانت محاطة بوزراء الخارجية المشاركين، لم تستطع أن تخفي سعادتها بمجدها الشخصي فاحتضنت عددا منهم، وكأن انتصارا كبيرا قد تحقق، بينما الحقيقة أن طهران قد حصلت على ما تريد!
وكمواطن خليجي، راودني إحساس مرير، وأنا أشاهد الرئيس باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري، يعرجان في حديثهما على أمن إسرائيل صراحة، في حين اقتصر وصفنا على أننا "دول المنطقة" أو "الحلفاء"، وتساءلت هل نحن على هامش الملف الذي يمس أمننا قبل غيرنا؟ أم أنه عند ساعة الحقيقة، لن يخطر على البال غير الأقوياء فقط! أما دول الخليج فلا مكان لها على الخريطة الذهنية، في تلك اللحظة تحديدا! ولعل خروج دولة الإمارات الشقيقة ببيان الترحيب منفردة، يقرب الصورة أكثر.
الاتفاق "المبدئي" الذي يراه البعض خطوة مهمة في سبيل الوصول إلى اتفاق شامل، وإن قال كيري "أعطونا البديل"، ليس إلا اتفاقا "هشا"، وفسحة وقت تسمح لطهران -بحكم سوابقها- أن تخرج رأسها من بحر العقوبات، لتعود من جديد إلى الغوص في المماطلة بأشكال تتقنها جيدا.
انتصرت إيران في السماح لها باستمرار التخصيب في الحدود المسموح بها 5%، فضلا عن تحقيقها لاختراق اقتصادي مهم عبر تخفيف العقوبات، والحصول على عوائد مالية شهرية تقدر بأكثر من 24 مليارا خلال الأشهر الستة المقبلة.
حين يتحدث أوباما عن إقفال الطريق أمام طهران لتصنيع قنبلة نووية، فربما فاته أننا لم ننس بعد خطه الأحمر إن استخدم الأسد السلاح الكيماوي، إذ لم نشاهد غير خط وردي ناعم.