أزاحت مؤسّسة الفكر العربي ومكتب اليونسكو الإقليمي للتربية في الدول العربية - بيروت، بالتعاون مع بلديات مناطق الشياح وكفرشيما والشويفات واللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو، والثانويات الرسمية، ومنظمات أهلية ناشطة، أمس، الستار عن الجدارية الفنية الثانية من مشروع "جداريات" (نتعرّف نتحاور نتماسك)، بعد أسبوع من تدشين الجدارية الأولى في منطقة الشياح – عين الرمانة، وذلك في إطار مشروع "تعزيز الحوار والتماسك الاجتماعي من خلال دعم القيم الإنسانية المشتركة".
وكشفت الأمينة العامة المساعدة في مؤسّسة الفكر العربي الدكتورة منيرة الناهض في كلمتها أن المشروع يأتي في إطار دعم القيم الإنسانية المشتركة، وتعزيز الحوار والتواصل ما بين أفراد المجتمع الواحد. وهو مشروع يعكسُ أهداف مؤسّسة الفكر العربي، في تحقيق ثوابت الأمّة، المرتبطة بقيم الحوار وقبول الآخر واحترام كرامة الإنسان أينما كان. وقالت: تستضيفنا اليوم بلدية كفرشيما وتلاميذها وأهالي المنطقة لإزاحة الستار عن جدارية "ليش ضدّ بعض"، التي تُجسّد القيم المشتركة وكلّ ما يتعلّق بها من رفض للتمييز والتحيّز والكراهية والتعصّب والخوف من الآخر والعنف والإقصاء. وأشارت إلى أنه "سبق أن دشّنا الأسبوع الماضي الجدارية الأولى في منطقة الشياح – عين الرمانة، والتي حملت عنوان "سوا نفضّي المتاريس".. وهي تدعو إلى إزالة الحواجز بين قلوب وعقول أبناء الوطن الواحد"، مشيدة بالدعم الفني الذي قدّمه للمشروع كلّ من جمعية "ذاكرة"، ومؤسّسة "عامل"، و"بوليبود".
ممثّلة منظمة اليونسكو للتربية والعلوم والثقافة، مي أبو عجرم، أكّدت أن الهدف من المشروع "هو إعداد جيل جدير بمواطنيته وانتمائه، وجدير بغدٍ أفضل وأكثر انفتاحاً وتسامحاً". ورأت أن هذا المشروع بين مؤسّسة الفكر العربي واليونسكو ومنظمات أهلية وبلديات المناطق وثانوياتها، هو بدعم من مركز الملك عبد العزيز للحوار والسلام، وبالشراكة مع اللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو، وهو مشروع ناجح ومهمّ للشباب الذين سيُطلقون رسائل حضارية إلى المجتمع المدني. بعد ذلك جرى تدشين الجدارية التي حملت عنوان "ليش ضدّ بعض"، التي أشرف على تنفيذها الفنان رامي المعلم وألفريد بدر، وهي تعكس بعضاً من صور النزاع الأهلي غير المبرّر بين أبناء الوطن الواحد. ثم قدّم التلاميذ عروضاً فنية متنوّعة في إطار مسرح الشارع، وذلك بإشراف الفنانة جنى أبي مرشد.