اصيب 15 شخصا على الاقل بجروح اليوم الثلاثاء في تفجير سيارة مفخخة في مرأب للسيارات في الضاحية الجنوبية لبيروت التي تعد معقلا لحزب الله الشيعي حليف دمشق، بحسب ما افاد مصدر عسكري وكالة فرانس برس.
والتفجير هو الاول الذي يستهدف هذه المنطقة منذ العام 2004 عندما ادى تفجير الى مقتل احد قياديي الحزب. كما انه التفجير الاول فيها منذ بدء النزاع السوري منتصف مارس 2011.
وقال المصدر ان "سيارة مفخخة انفجرت ظهر اليوم تغ في مرآب للسيارات قرب مركز تعاوني يعرف باسم مركز التعاون الاسلامي في منطقة بئر العبد" الواقعة في الضاحية الجنوبية.
وبحسب مصور فرانس برس، هرعت سيارات الاسعاف والاطفاء الى مكان الحادث حيث امكن رؤية تصاعد سحابة كثيفة من الدخان الاسود واضرار مادية كبيرة في الحي الذي يعد منطقة سكنية.
وقالت كارول منصور التي تملك مصنعا للاحذية قرب مكان التفجير لفرانس برس "سمعت صوت انفجار ضخم (...) كل الناس اصيبت بالهلع".
واضافت "سمعت صيحات الناس والموظفين لدي هرعوا الى مكان التفجير لان عائلاتهم تقيم في المنطقة. لا يمكنني ان اصدق كيف يمكن احدا ان يفجر سيارة في اول ايام رمضان"، في اشارة الى بدء شهر الصوم لدى بعض الشيعة في لبنان اليوم.
واضافت ان صاحب ملحمة في المنطقة أبلغها انه لن يقفل متجره لان "هذا (الانفجار)لا يقارن بحرب 2006"، في اشارة الى الحرب بين حزب الله واسرائيل في يوليو والتي استمرت 33 يوما، وأدت الى تدمير شبه كامل للضاحية الجنوبية.
وتابع ان "هذا انفجار صغير، نحن نريد ان نعيش".
وعرضت قناة "المنار" التلفزيونية التابعة للحزب لقطات مباشرة من مكان التفجير، اظهرت احتراق العديد من السيارات، وجموعا من المتجمعين. وامكن في الخلفية سماع صوت شاب يطلب من المدنيين الابتعاد.
وبعد وقت قليل، فرض الجيش اللبناني طوقا محكما حول المكان الذي ظهر فيه عناصر غير مسلحين يرتدون ملابس مدنية ويحملون اجهزة اتصال، وقد لفوا ذراعهم بشارات صفراء.
ويرجح ان يكون هؤلاء عناصر من حزب الله الذي يتخذ من الاصفر لونا لعلمه.
ورفع فوق مسرح الجريمة غطاء أزرق اللون، في حين عمل المحققون على رفع الادلة من المكان والحفرة التي تسبب بها الانفجار.
وتفقد وزير الداخلية مروان شربل مسرح الجريمة، حيث تعرض قوبل باحتجاج من قبل شبان غاضبين في المنطقة كانوا يرفعون صورا للامين العام لحزب الله حسن نصرالله، بحسب ما افادت مصورة في فرانس برس.
وحاول المحتجون الاقتراب من وزير الداخلية، وقام بعضهم برشق الحجارة في اتجاهه، ما دفع حراسه والقوى الامنية الى اطلاق النار في الهواء.
ويأتي التفجير في وقت يشهد لبنان تصاعدا في الخطاب المذهبي والسياسي على خلفية النزاع في سوريا المجاورة، والذي يقسم اللبنانيين بين مؤيد لنظام الرئيس بشار الاسد ومعارضين له.
ويعد حزب الله الذي يمتلك ترسانة عسكرية ضخمة، ابرز الحلفاء اللبنانيين للنظام السوري، وشارك الى جانب قواته النظامية في المعارك ضد المقاتلين المعارضين.
ودان رئيس الجمهورية ميشال سليمان الانفجار، داعيا الى "الاقلاع عن مثل هذه الاساليب في الرسائل السياسية واحترام امن المواطنين اللبنانيين مهما بلغت حدة الخلاف السياسي".
واعتبر رئيس الحكومة المستقيلة نجيب ميقاتي ان التفجير "يعيد الى الأذهان حقبات سوداء من تاريخ لبنان إعتقد اللبنانيون انها طويت الى غير رجعة".
ودان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ابرز قادة "قوى 14 آذار"المعارضة لدمشق وحزب الله، "التفجير المجرم"، داعيا للعودة الى "تحييد لبنان عن الصراعات الخارجية، وتفادي الانزلاق في حروب لن يكون مردودها على لبنان سوى المزيد من الانقسام".
وفي مدينة طرابلس (شمال)، افاد مراسل فرانس برس عن "اطلاق نار ابتهاجا" في منطقة باب التبانة ذات الغالبية السنية، والمتعاطفة مع المعارضة السورية. واشار الى ان الجيش عمل على ضبط الوضع.
وكان اربعة اشخاص جرحوا جراء سقوط صاروخين على الضاحية الجنوبية في 26 مايو الماضي، في هجوم لم تتبن مسؤوليته اي جهة