النظافة شيء مهم جدا لجميع أعضاء الجسم، وهي أحد عوامل الاعتناء بالصحة العامة، حيث تقي من كثير من البكتيريا والالتهابات التي قد تصيب أماكن مختلفة من الجسم.

ويوضح استشاري جراحة المسالك البولية، رئيس قسم المسالك في مستشفى الحياة الوطني الدكتور محمد عاشور أن التهاب المثانة هو نتيجة مباشرة لمسألة عدم الاهتمام بالنظافة. وأضاف أن النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بهذا المرض الذي قد يؤدي إلى تلف الكلية في حال عدم معالجته على الفور، ونظرا لوجود الجهاز التناسلي والجهاز البولي بالقرب من بعضهما البعض فإنه من الممكن أن تصيب الالتهابات الجهازين معا. وتكون مثل هذه الالتهابات شائعة، خصوصا خلال العشرينات والثلاثينات، لكنها قد تحدث أيضا بعد سن اليأس عند النساء.

ويزداد خطر إصابة الرجال بالتهاب المثانة بعد سن الخمسين، بسبب حدوث تضخم البروستات، وهي حالة شائعة الحدوث قد تسبب إعاقة جريان البول لدى الرجال المسنين.

وبين الدكتور عاشور أن تشخيص التهاب المثانة مرتبط بالوصول للعلاج المناسب، والذي يتطلب مقابلة المريض وأخذ المعلومات الطبية منه والقيام بالفحص السريري حسب الحالة.

ومن أهم الاختبارات التشخيصية الأساسية عمل فحص البول الميكروسكوبي، وفحص مستوى السكر في الدم وأحيانا يتطلب التشخيص القيام بفحص الجهاز البولي بالأشعة الصوتية أو المنظار. وأضاف استشاري المسالك البولية أن أسباب التهاب المثانة تعود إلى سوء النظافة والحمل والعلاقات الجنسية وتأجيل التبول وبعض وسائل منع الحمل، والتهابات المسالك البولية وعدم الشعور بالقدرة على التفريغ الكامل للمثانة، وداء السكري، حيث إن ارتفاع السكر في الدم أحد أسباب التهاب المثانة.

كما ينشأ المرض في أغلب الأحيان من عدوى البكتيريا المعوية، خصوصا بين النساء، بسبب قصر الأنبوب الذي يمر من خلاله البول من المثانة إلى الخارج. وأضاف أن النساء الأكثر عرضة للإصابة هن النساء اللواتي يستخدمن أنواعا معينة من موانع الحمل، والنساء الحوامل تزيد عندهن التغيرات الهرمونية المرافقة للحمل. كما تتضمن عوامل الخطورة الأخرى التي قد توجد لدى كل من الرجال والنساء، العوامل التي تؤثر على جريان البول، وقد يحدث ذلك نتيجة حالات مرضية، مثل حصوات المثانة أو تضخم البروستات عند الرجال، وتثبيط الجهاز المناعي والذي قد يحدث في حالات مرضية مثل داء السكري والإصابة بالإيدز وبسبب العلاجات الدوائية السرطانية، والاستخدام طويل الأمد للقناطر البولية. وأشار إلى أن أبرز أعراض الإصابة بالتهاب المثانة إحساس بحرقة أو ألم أثناء التبول، والتبول المتكرر، ولون البول يكون ضبابيا ورائحته كريهة، وألم مباشرة فوق عظام العانة، ووجود دم في البول، وهو سبب شائع ومؤشر خطر، والإحساس بالضغط أسفل البطن، مع ملاحظة أن استخدام بعض الأدوية قد يكون أحد أسباب كثرة التبول، ومن أشهرها مدرات البول وبعض أدوية الضغط، وفي أحيان نادرة قد تكون كثرة التبول أحد أعراض الإصابة بأورام المثانة أو وجود حصوات بولية، وخروج كميات صغيرة من البول وبشكل متكرر. وفي أغلب الأحيان لا تظهر الأعراض بوضوح لدى الأطفال تحت عمر خمس سنوات، ومنها الضعف، التهيج، انخفاض الشهية، والقيء.

وأضاف الدكتور عاشور أن علاج التهاب المثانة يشمل استخدام المضادات الحيوية التي يُوصى بها يوميا ولمدة ثلاثة أيام في الحالات المتوسطة أو بمدة تتراوح بين 5 - 10 أيام في الحالات المتقدمة من التهاب المثانة.

ويعتمد علاج التهاب المثانة غير المرتبط بالعدوى البكتيرية على العامل المسبب، كما في استخدام بعض المواد المهبلية، واستخدام الوسادة الدافئة للتخفيف من حدة الألم أسفل البطن، وشرب كميات وفيرة من السوائل، خاصة الماء، وتجنب المشروبات الغازية والكحول أو الكافيين لتسببها في تهيج المثانة البولية، والاستحمام المقعدي في الماء الدافئ. وشدد على أهمية العمل على الوقاية من المرض عن طريق شرب كميات وافرة من السوائل، خاصة الماء الذي يكون هاما جدا إذا كان المريض يتلقى معالجات كيماوية أو شعاعية، والتبول بشكل متكرر وعدم تأخير التبول عند الشعور بالإلحاح، واستبدال الاستحمام في المغاطس بالدوش، خاصة إن كانت المريضة معرضة للإصابة المتكررة بالتهاب المثانة البولية، وإفراغ المثانة بالسرعة الممكنة بعد الجماع، وشرب كأس كامل من الماء ليساعد على إخراج الجراثيم من السبيل البولي، وتجنب حدوث الإمساك، لأنه يعرقل إخلاء المثانة من البول.