من كان يعتقد أن أسطورة الغناء "بوب مارلي Bob Marley" سوف يُسعود يوما ما؟ هذا بالفعل ما حدث قبل أسابيع قليلة، حينما فاجأ فريق "تلفاز 11" جمهور "اليوتيوب" بمقطع محلي مستلهم من إحدى المقطوعات الخالدة لأسطورة موسيقى "الريغي".
إذ قام الكوميدي الشاب "هشام فقيه" بإعادة تقديم أغنية "لا تبكي يا أمرة"، ولكن بعد سعودتها إلى "لا تقودي يا أمرة"!، وهي معالجة ساخرة للنقاش المتضخم حول قيادة المرأة للسيارة من عدمها في بلادنا، وبقدر ما كان المقطع ساخرا ومليئا بالاسقاطات الكوميدية عن الموضوع، بقدر ما حقق ناجحا باهرا على المستوى المحلي، بيد أنه فاجأ الجميع بسرعة وصوله إلى العالمية، حيث سجل عشرة ملايين مشاهدة خلال أيام قليلة، جلّها من المشاهد غير المحلي، فضلا عن ظهور الفيديو في وسائل الإعلام العالمية الكبرى.
ويعود سبب هذا النجاح بالطبع إلى عدة عوامل، ليس أولها مهارة وإبداع "هشام" وأصدقائه، أو موافقة بث العمل للحدث، بل يعود السبب الرئيسي إلى أصالة العمل نفسه، ومعالجته لقضية مغرقة في المحلية، معتمدا على أسطورة عالمية شهيرة، والمثير في الأمر أن الأغنية السعودية قدمت دون موسيقى مصاحبة، وبالاعتماد فقط على الأصوات البشرية، وكأنما يبعث برسالة مخفية عن خصوصيتنا، التي لم تترك أي شيء حتى الموسيقى.
لقد كانت شجاعةً تسجل لهشام وأصدقائه؛ لاقتحام هذا الموضوع الحساس، رغم توقعهم "النقد" الشديد، كما قال في مقابلة على شبكة CNN، غير أن "هشام" استدرك وأضاف "لأننا نمارس الكوميديا"، وهذا جوهر الفكرة الأساسية، فالكوميديا الحقيقية ليس سوى إعادة نظر في واقعنا، ولكن من وجهة نظر مختلفة، قد تجعلنا نضحك في البداية، لكننا في نهاية الأمر سوف نعيد التفكر في الموضوع من جديد.