تحتار أحياناً في اختيار إجابات مقنعة لبعض الأسئلة التي تواجهك وتكتفي معها بابتسامة أو أنك تتجاهل السؤال من باب احترام السائل وعدم إحراجه.

في إذاعة (ألف ألف) التي كنت ضيفاً فيها جاء الاتصال من مشجع بدا أولاً بالإشادة بمدرب الأهلي بيريرا ووصفه بالمدرب العالمي ثم قدم سؤاله بكلمة أنا أعتقد بأنه أخطأ في اللعب بطريقته الحالية وكان من المفترض أن يلعب بكذا وكذا، وبدأ في سرد خطط بديلة وأسماء مختلفة للتشكيل واختتم حديثه بـ(الكليشه) المعروفة وهي عبارة مع كامل (احترامي لمكانته وخبرته) التدريبية.

احترت بعد السؤال والتوجيهات التي قدمها للمدرب ونظرت للزميل سلطان الغشيان مذيع البرنامج وسألته: أيهما المدرب العالمي بيريرا أم المشجع؟

سؤال المشجع الأهلاوي يتكرر في النصر والهلال وفي الاتحاد وفي كل الأندية الجماهيرية التي يرى فيها المشجع نفسه بأنه فاهم اللعبة أكثر من المدرب ويستطيع أن يدير الفريق من المدرجات. والغريب أن المشجع نفسه أول من يحتج إن تم تغيير المدرب والتعاقد مع آخر أقل إمكانات وخبرة ومكانة.

فلسفة التشجيع التي تبدأ بالإعجاب وتنتهي بالحب تتحول مع مرور الوقت إلى استحواذ وهذا المحب يصبح وصياً على الفريق وعلى النادي بأكمله ولا ينظر إلا من الزاوية التي يريدها. ما ينطبق على المشجعين يسري أيضاً على بعض الإعلاميين الذين تحركهم النتائج وتتلاعب بآرائهم العاطفة وقد تصل الحالة لمرحلة العناد، فإما أن ينفذ (الكوتش) ما أريد أو أنه سيكون خصماً لي. أحد له سكاكين النقد إن خسر. وأحول بوصلة النجاح للاعبين أو للإدارة إن كسب.

هكذا هو الواقع لدينا وكلنا ذلك الرجل الذي يتعامل مع عمل المدربين على أنه (مدرس خصوصي) جاء لمهمة يجب أن ينجزها بأسرع وقت.

خطأ المشجع والإعلامي يقع فيه الكثير من الإدارات التي تضعف أمام ضغط الجماهير والإعلام وتتجاوب مع مطالبهم، بحجة أن التغيير مطلوب، حتى وإن كانت هذه الإدارة مقتنعة تماماً بأن الخطأ من الأدوات التي توفرت للمدرب وليس منه هو شخصيا. ولكنها لا تريد أن تسبح ضد التيار إن كان قويا ومؤثرا.

يقال في البرازيل بأن أصعب وظيفة لديهم هي أن تكون مدربا لمنتخب السامبا. ونحن لسنا ببعيدين عنهم في مقدار الصعوبة، سواء كانت الوظيفة للنادي أو المنتخب. ولوبيز كارو وفيتور بيريرا يصادقان على ذلك.

فواصل

،،، بطاقة وحيدة حملها العرب في مونديال البرازيل كانت من نصيب محاربي الصحراء (الجزائر)، كل الدلائل تقول بأنهم سيستمتعون بأجواء الدور الأول من المونديال داخل أرض الملعب وسيتابعون بعد ذلك بقية المراحل من المدرجات. باختصار لا يوجد منتخب عربي يجمل حاليا.

،،، لا يزالون يتنططون على حساب الاتحاد يقدمون كل شيء لا يحتاجه النادي. ويتحسسون جيوبهم عند الشيء الوحيد الذي يحتاجه وهو المال.