في ظل ما واكب تصريحات الأمير ممدوح بن عبدالرحمن بن سعود (رئيس نادي النصر سابقا وعضو شرفه) من لغط وردود فعل على كافة الأصعدة بحق لاعبي الهلال سالم الدوسري ونواف العابد، كنت أتمنى أن يعلن (توبته)، بعد حديث المستشار والمُحكم القضائي يحيى بن محمد الشهراني، الذي اعتبر حديث الأمير ممدوح (جُرما) و(محرما) شرعا.
مضى أكثر من أسبوع على حديث الشهراني لـ(سبق)، دون أن يتراجع عضو الشرف النصراوي غير الفاعل، المتفاعل متى أراد (إعلاميا) وبأي طريقة دون أن يجد من يردع اتهاماته.
وللتدليل، هذا نص تعقيب المحكم القضائي يحيى الشهراني "التشهير بالأشخاص في أوعية المعلومات فعلٌ محرَّمٌ ومجرَّمٌ شرعا ونظاما، بغض النظر عن صحة معلومات التشهير من عدمها".
وأضاف "نظام جرائم المعلومات جعل الإساءة إلى الأشخاص أو التشهير بهم جريمة يُعاقب عليها وفقاً لأحكام النظام، ولا يجوز- أبداً - التشهير بالأشخاص إلا بوجود نص نظامي أو حكم قضائي يجيز ذلك".
وقال "أخطأ الأمير ممدوح وأساء فيما نسبه إلى لاعبي الهلال بغض النظر عن صحة كلامه أو عدمه، ولا شك أن الخطأ أعظم والإساءة أكبر حال عدم الصحة".
ورأى أنه "كان حرياً به وبغيره أن يتقوا الله في أعراض المسلمين". واستشهد بما ورد في التنزيل "لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا".
وأضاف "حريٌّ بجهة التحقيق والقضاء أن تكون حازمة وجازمة في التعاطي مع مثل تلك القضايا حمايةً لأفراد المجتمع وصيانة لأعراضهم، وأن تكون عقوباتها في مثل هذه الأمور مغلظة في حق المجتمع وحق الفرد".
وكي نؤصل القضية، فإن الأمير ممدوح اتهم سالم الدوسري في حديث لـ(عكاظ اليوم) بأنه إما أن يكون تعاطى منشطات ليلعب مع الهلال، أو أنه تخاذل عن اللعب مع منتخب وطنه.
وزاد بتهمة أخرى في حديثه لإذاعة (يو إف إم)، أن سالم الدوسري وزميله نواف العابد (سيتعمدان) نيل البطاقة الصفراء الثانية أمام العراق كي لا يلعبا أمام الصين ويرتاحا قبل مباراة الديربي أمام النصر..! وحينما سأله الزميل محمد الخميس عن (الرواة) قال "اعتبرني الراوي"..!! أي أنه يعترف (بشائعة) من صنعه، بعد أن نفى سلمان القريني المشرف على المنتخب عدم وجود بطاقة صفراء في حوزة سالم، بينما بقي نواف خارج المنتخب، وهذا يؤكد أنه كان (يخمن)، ويتربص باللاعب سالم، لذا وجب على ممدوح أن (يتوب) إلى الله ويستغفر ربه من فعل (محرم).
وفي صدد عقوبات لجنة الانضباط التي تطول أعضاء الشرف المشمولين في بند (المسؤولون)، وبعيداً عن صواب هذا البند من عدمه، فإنني أتحدى أي مسؤول في اتحاد القدم أو الرئاسة العامة لرعاية الشباب أن يطبق (عقوبة) على الأمير ممدوح عدا (تجريده) من عضويته الشرفية، كعقوبة معنوية لا تبطل تهماً وقذفاً على لسان رياضي معروف..!، يخمن ويستنتج وهو يقول (إما متخاذل) أو (متعاطي منشطات)، فكيف يكون الدليل؟!!
وإذا كان الأمير نواف بن فيصل كقائد للرياضة حريص على تحمل (مسؤولياته) وحمايته للرياضيين فمن واجبه تصعيد القضية لمرجعيتها القضائية والحقوقية، كون (عضو الشرف) غير مرتبط بأي مسؤوليات، وليس ذنب ناديه أن يتحمل تبعات إساءات وتهور من لن تطوله العقوبة مباشرة.
وما دام أن الهلال قدم شكواه لاتحاد القدم، فإن تدرج المسؤوليات ينقل القضية إلى الأمير نواف بن فيصل الذي من واجبه التصدي لمن يسيئون للرياضة، ما لم تثبت التهم، والأمل ألا تكون في مسار قضايا سابقة (بوعود سرابية)..!