رحبت الدول العربية بخطوة الجيش بعزل الرئيس السابق محمد مرسي، فيما تباينت مواقف الدول الغربية.

وكان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أول القادة العرب الذين هنؤوا الرئيس الانتقالي الجديد لمصر. وقال الملك عبد الله في برقية وجهها إلى عدلي منصور "في ذات الوقت نشد على أيدي رجال القوات المسلحة كافة ممثلة في الفريق أول عبد الفتاح السيسي، الذين أخرجوا مصر في هذه المرحلة من نفق الله يعلم أبعاده وتداعياته". كما أعلنت قطر، استمرار دعمها لمصر أمس، وهنأت رئيس الفترة الانتقالية منصور. وقال مصدر بوزارة الخارجية إن "قطر ستظل سنداً وداعما لمصر لتبقى قائدا ورائدا في العالمين العربي والإسلامي". وأكد أن "سياسة قطر كانت دائما مع إرادة الشعب المصري الشقيق وخياراته بما يحقق تطلعاته. وتجلى ذلك في موقفها في ثورة 25 يناير 2011، ودعم مصر في المراحل الصعبة التي تلتها". وبدوره هنأ رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس منصور. وقال مكتب المالكي في بيان "أعرب لكم عن تهانينا بمناسبة تنصيبكم رئيسا لجمهورية مصر العربية خلال الفترة الانتقالية". كما أشادت الإمارات بالجيش المصري، ووجه رئيسها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان برقية تهنئة لمنصور بعد أدائه اليمين أمس. وقال الشيخ خليفة "تابعنا بكل تقدير وارتياح الإجماع الوطني الذي تشهده بلادكم الشقيقة، والذي كان له الأثر البارز في خروج مصر من الأزمة التي واجهتها بصورة سلمية تحفظ مؤسساتها وتجسد حضارة مصر العريقة وتعزز دورها العربي والدولي". وأيضا عبر الأردن عن دعمه لمصر قيادة وشعبا في "هذا الظرف المفصلي". وأكد الملك عبد الله الثاني دعم بلاده لإرادة الشعب المصري في برقية تهنئة أرسلها لمنصور. وهنأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس منصور. وقال في رسالة التهنئة "ندعو الله أن يعينكم على تولي هذه المسؤولية الصعبة في هذه الفترة الدقيقة، لتحقيق آمال الشعب المصري الشقيق في الحرية والكرامة والاستقرار".

من جهته، عبر السودان عن أمله في أن "يسود السلام والاستقرار" في مصر "الشقيقة"، كما ذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية.

وجول ردود الفعل العالمية، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس إلى العودة بسرعة للحكم المدني في مصر. وقال من كوبنهاجن "ينبغي العودة للحكم المدني بأسرع ما يمكن، تلبية لتطلعات الشعب"، مؤكدا أن الوضع في مصر لا يزال غير مستقر، والحل لن يكون سوى بوقوف كافة القوى السياسية في صف واحد. كما دعا الاتحاد الأوروبي كل الأطراف إلى "العودة إلى العملية الديموقراطية"، خصوصا عبر إجراء انتخابات رئاسية جديدة. أما فرنسا فقالت إنها "أخذت علما" بالإعلان عن انتخابات جديدة، كما قال وزير الخارجية لوران فابيوس الذي أكد أنه "يأمل في أن يتم الإعداد للاستحقاقات في إطار احترام السلام الأهلي". وتميز موقف تركيا بإعلانها أن إزاحة الجيش لمرسي عن السلطة، لا تعكس رغبة الشعب، ودعت "للعودة إلى الديموقراطية"، إلا أن إيران أعلنت أنها تحترم "إرادة الشعب" المصري وشددت على ضرورة "الاستجابة لمطالبه المشروعة".

من جانب آخر، التزمت الحكومة الإسرائيلية الصمت أمس. وأصدر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تعليمات لوزرائه بعدم الإدلاء بأي تعليق رسمي. وفي موسكو دعت الخارجية الروسية "جميع القوى السياسية في مصر إلى ضبط النفس"، كما أعلنت الصين تأييد "خيار الشعب". وفي لندن صرح وزير الخارجية البريطاني وليام هيج أن بريطانيا "ستعمل" مع السلطة الجديدة في مصر، مبينا "علينا أن ندرك أن تدخل الجيش يلقى شعبية.. لا شك في ذلك بناء على قراءة الرأي العام الحالي في مصر".