"جئنا لنختلف عن الآخرين"، بهذه العبارة دشن مجموعة من الشعراء الشعبيين، أول قناة شعرية، على "يوتيوب".
الحلقة الأولى للقناة، التي تم تدشينها قبل أيام، أعطت مؤشراً واضحاً، إلى أن فريق عمل القناة، يعرف ما يفعل بالضبط، في أولى خطوات الاختلاف في الطرح.
الحلقة تضمنت نصوصاً شعرية، تراوحت في مضمونها المتنوع، بين: الغزلي العاطفي، والوجداني، والهمّ الاجتماعي، وهي بذلك تشير إلى أهم سمات هذه القناة، سمة التنوّع.
بالإضافة إلى النصوص الشعرية التي أخذت أكثر مساحة زمنية من الحلقة، كانت هناك فقرة مهتمة بالشأن النقدي، وأخرى مهتمة بالشأن الفوتوجرافي الشعري، وكذلك فقرة ساخرة تتناول قضايا الساحة، برؤية إخراجية شعرية، وهذا تناغم وانسجام، يُظهر بشكل واضح، الوحدة الموضوعيّة في طرح القناة.
فريق عمل القناة ضم عددا من الأسماء الشعرية والنقدية المعروفة في ساحة الشعر، أمثال: عارف سرور، ومحمد الدحيمي، والدكتور سليمان السناني، وعبدالله الحارثي، وعبدالله الحميدي، والناقد صالح النعاشي، وأيضاً، مخرج العمل الرائع، في عينه ولمساته، محمد عويضة، وهي كلها أسماء غير محسوبة على تيار شعري أو إعلامي محدد، وإنما هي مزيج خبرات، في الشعر والإعلام، والأجمل من ذلك كله، أنها تشكّل فريق عمل متكامل، إعلامياًّ وشعرياًّ، بل وحتى تقنياًّ، وهذا ما لم يحدث حتى في قنوات الشعر الفضائية المتخصصة.
اللافت بقوة، في مضمون أولى حلقات القناة، أنها تُركّز على تسويق الشعر الحقيقي، في زمن الشعر المزيّف، الذي امتلأت به قنوات الشعر التلفزيونية، وجاءت "حرف"، أو هكذا أرادت، لتقف في وجه هذا التيار الشعري التلفزيوني الجارف، الذي لا يقدم إلاّ شعرا سطحياً لا عمق فيه، ولا قضية، ولا شعر.
سماء "يوتيوب" الحمراء، فتحت نافذة أولى للشعر، ربما كان ينتظرها الكثير من محبي الشعر والمهتمين به، والأمل كبير في أن تقدّم "حرف"، ما ينتظره منها عشاق الشعر، في زمن لا شعر فيه، ولا فضاء.