أي مراقب عندما يطالع مقاطع الفيديو الإثيوبي، عن شغب العمالة الإثيوبية في الرياض وجدة، سوف يتعاطف مع هذه العمالة، خاصة عندما يظهرهم ضحية! وسوف يزداد تعاطفه إذا ما شاهد صورا أخرى لبعض الشباب وهم يشاركون في مواجهة أعمال الشغب. لكننا لو وسعنا النظر للفيديو الذي منتج لتمرير معلومة مسيسة وقارنّاه مع مشاهد أخرى، فسرعان ما نكتشف أن الفيديو كان عبارة عن مسرح ناقص، غُيبت منه مشاهد وبترت منه صور مكملة للحدث. لذلك يستحسن تسمية هذا الفيديو بـ "الدعاية"، وبالتالي علينا قراءة الصور كاملة؛ لكشف الحقائق المغيبة.

بداية، علينا أن نعترف أن بعض الشباب تدخلوا في الشغب، لكن في نفس الوقت تعمدت هذه الدعاية إخفاء صور متعددة، تبين مهاجمة بعض العمال للأهالي وضربهم وقطع الطرق أمامهم، وصور أخرى تبينهم يحملون أسلحة بيضاء. ومعنى ذلك أنها أخفت بتعمد دافع التدخل الذي قد يكون نتيجة ردة فعل. وبالتالي يثير هذا الإخفاء والتغييب استغراب المراقب، وسوف يقلل من تعاطفه مع من وصفته الدعاية بالضحية، عندما يكتشف أن بعض الصور واللقطات ممنتجة من مشاهد قديمة ليست لها صلة بموضوع الشغب، وبعضها أخذت من وقائع حدثت في لبنان وبعضها في اليمن!

بكل تأكيد يتمثل الخطأ في الفبركة، وفي تعمد إخفاء مشاهد حقيقية؛ لتحقيق هدف واحد وهو تشوية سمعتنا، مما يستوجب فضحه ومن ثم إكمال ما أخفاه من صور تبين مهاجمة العمالة للسكان وقطعهم للطرق، وإخفائه لدوافع ردة فعل الشباب تجاههم. وفي نفس الوقت نبين إنكارنا على بعض الشباب ـ لا يمثلون الأغلبية ـ تصرفهم ونركز على تغريدات السعوديين في مواقع الإنترنت المتعاطفة مع الإثيوبيين، ومدحهم للعلاقة التاريخية مع مسلميهم، ومطالبتهم الأهالي عدم الاحتكاك مع المخالفين، وترك مسؤولية حفظ النظام لرجال الأمن.