كان أسبوعا مثاليا لهواة "الطقطقة" في "تويتر" والـ"واتس أب"، إذ وجدوا مادة دسمة تمثلت في أحداث منفوحة التي أراد لها المشاغبون أن تتخذ منحى "بوليسيا"، ولكن عناية الله، ثم يقظة الأمن جعلتا السيطرة على الحدث دون خسائر بشرية أو مادية أو معنوية، وهو الخيار الأول الذي تم ولله الحمد.
والملفت في الأمر هو أن محتوى الرسائل حول الحدث كان يحمل الملامح التي نراها مع كل حدث، وأول ملمح فيها هو أن هناك كثيرين صادقين غضبوا من شدة الحب وتألموا حدبا على الوطن وعلى أمنه وسلامة أهله، والفئة الثانية هي فئة "المطقطقين" وهم شباب لهم قدرة على تحويل كل حدث إلى "نكتة"، لا يهمهم أي معنى يحمل بقدر ما يهمهم أن تكون كمية الإضحاك مشبعة، والفئة الثالثة هم جماعة "مع الخيل يا شقراء"، وهؤلاء يعيدون إرسال أي شيء يصلهم، فتجد بين إرسالياته الآيات القرآنية والصور الإباحية!
الفئة الرابعة هم فئة "الشتّامين"، وهؤلاء هم الذين يشاركون في أي موضوع لشتم أي طرف والسلام، والفئة الأخطر.. والتي تسعى عن قصد لتكون الأولى حضورا، وتحاول أن توجه دفة المشهد في الإعلام الجديد، هي فئة مغرضة، لا أشك بأن كل عاقل قد انتبه لوجودها، فئة تحاول أن تبث السم في كل حدث، وأن تزرع الغضب، وتؤجج المشاعر السلبية، فئة أخطر من الحدث نفسه، وأخطر من أي حدث.