أصبحنا نتخوف كثيراً من المشاريع التي تسبقها حملات إعلانية ضخمة!

قبل أيام قامت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض بإطلاق معرض متنقل، لمشروع النقل العام -سأطلق عليه مجازاً: "المترو المنتظر"!- المعرض حسبما قرأت تم إقامته في عدد من المجمعات التجارية الكبرى، بهدف تعريف السكان بأهمية "المترو المنتظر" والعوائد التي يقدمها لهم ولمدينتهم في مختلف أوجه الحياة!

لن أعود بكم إلى الوراء كثيراً.. قبل أربع سنوات تحملنا الكثير من المتاعب بسبب إعادة إنشاء طريق الملك عبدالله في الرياض.. كانت الحملات الإعلانية تبشرنا بطريق سيتم تنفيذه وفقاً لأحدث المواصفات العالمية.. الصور التي انتشرت بالتزامن مع انطلاق الإنشاءات كانت تصور لنا شارعاً فريداً من نوعه في العالم.. صبرنا على وعثاء المشروع.. الصبر هو سلاحنا الوحيد.. يقول أبوبكر سالم "صبر ع الصبر ساعة.. عسى بعد الصبر تشرب من الحالي"!

تحملنا الربكة المرورية والازدحامات الخانقة والتحويلات المزعجة.. مرت السنين ثقالاً.. تم افتتاح المشروع لنفاجأ بأن المسألة مجرد "زبرقة"، وتزيين.. المسارات هي هي.. سعة الطريق لم تتغير.. اللهم -من باب الموضوعية- تقاطعاته مع الشوارع التي يمر بها..

البارحة الأولى -كما حدث العام الماضي- عادت أنفاق الطريق لتمتلئ بمياه الأمطار.. أصبح المرور عبر الطريق يشكل خطراً حقيقياً.. تساءل الناس عن الشركة المنفذة للمشروع.. فتشوا في الأرشيف عن تكلفة المشروع.. أخذت شركة "سعودي أوجيه" - الشركة المنفذة للمشرع - وضعية الميت!

ما الذي أود قوله اليوم؟!

سنتحمل المتاعب الكبيرة التي سنتعرض لها حينما يبدأ تنفيذ مشروع "المترو".. سنصبر حتى يتم تنفيذ المشروع.. لكن المطر لن يتوقف.. أخشى أن يغرق المترو بركابه، ونصحو ذات يوم على كارثة غير مسبوقة في العصر الحديث.. من حقنا أن نقلق.. تجاربنا مع المطر مخيفة!