بينما شهدت محافظة القنفذة خلال الأعوام الماضية افتتاح كليات متخصصة تابعة لجامعة أم القرى ومنها كليات الهندسة والعلوم الطبية والحاسب الآلي، أكد عدد من أهالي ومسؤولي المحافظة أن تلك الكليات لا تستوعب خريجي الثانوية العامة، مطالبين بإنشاء جامعة خاصة بالمحافظة.
وأشاروا في حديث إلى "الوطن"، إلى أن معاناتهم تتجدد كل عام، خاصة أن عدد خريجي الثانوية يزيد على 6 آلاف خريج سنوياً، مبينين أن بعضهم يلجأ إلى إرسال أبنائهم إلى أماكن بعيدة، مما يعرضهم للأخطار.
وطالبوا وزارة التعليم العالي بفتح تخصصات جديدة وتحويل الكليات الحالية لجامعة، حتى تحقق طموحات أبناء المنطقة، لافتين إلى أن افتتاح كلية للطب خلال العام المقبل، إضافة لكليات البنين والبنات السابقة، التي تضم 6 أقسام تقريباً بكل كلية، يشكّل نواة لجامعة في المحافظة.
وأوضح مدير التربية والتعليم سابقاً، رئيس المجلس البلدي محمد بامهدي، أن القنفذة تعد ثالث محافظة بمنطقة مكة المكرمة من حيث الكثافة السكانية والأهمية الاقتصادية والتجارية، مبيناً أن عدد سكانها يصل إلى نحو نصف مليون نسمة.
وأشار إلى أن إمكانيات الكليات الموجودة في المحافظة لا تتناسب مع أعداد السكان، لافتاً إلى أن زيادة الأعباء على جامعة أم القرى تبرز الحاجة الماسة لتحويل هذه الكليات لجامعة منفصلة.
فيما أشار أحد أعضاء هيئة التدريس بفرع الكلية الجامعية بالقنفذة –رفض ذكر اسمه– إلى أن الكليات الجديدة موجودة في مبانٍ مستأجرة لا تفي بالغرض، خاصة أن الكليات المتخصصة كالحاسب، والهندسة، والعلوم الطبية، وكلية الطب التي ستبدأ بقبول أول دفعة خلال العام المقبل تحتاج لتجهيزات شاملة ليكون النتاج مواكباً للتطلعات.
ويشاركه الرأي كل من المعلم محمد إبراهيم حلواني، والدكتور حمزة أحمد الشريف، مشيرين إلى أنهم اضطروا للسفر إلى جدة ومكة والباحة لتعليم أبنائهم، الذين لم يجدوا التخصصات المطلوبة، مبدين خشيتهم من تعرض أبنائهم للمخاطر خلال السفر المستمر.
فيما طالب شيخ قبائل الأحمري بحلي محمد جابر الأحمري وزارة التعليم العالي بأن تبدأ في إنشاء مباني الكليات الجامعية بالأرض التي تسلمتها من بلدية القنفذة والتي تصل مساحتها إلى 6 ملايين متر مربع لإقامة مباني المدينة الجامعية.
من جانبه، أكد محافظ محافظة القنفذة فضا البقمي أن قطاع التعليم يجد كل دعم واهتمام من القيادة الرشيدة وتسخير كل الإمكانيات لتطويره والرقي به.
وأضاف أن أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل حريص على تحقيق مطالب الأهالي من خلال متابعته المستمرة والوقوف على احتياجاتهم ميدانياً من خلال زياراته المتكررة وما يصله من تقارير.
وألمح إلى أن التعليم العام والجامعي يجد كل دعم من سموه، مضيفاً: "دائماً ما يوجهنا بالاهتمام بالطلاب والطالبات وسرعة تخصيص أراضي المدن الجامعية وإيجاد الحلول لأي عائق قد يعترض أي مشروع".
وأضاف أن البلدية سلمت أرض المدينة الجامعية لجامعة أم القرى لإنشاء مبانٍ للكليات الجامعية، مشيراً إلى أن وزارة التعليم العالي وجامعة أم القرى تبذلان جهوداً مقدرة لتلبية مطالب الطلاب والطالبات.