"سيدي يلبس باروكة.. وأنا قرعا.. قرعا ليه"؟.. سؤال منطقي يرد ضمن كلمات هذه الأغنية الرديئة التي حصدت ملايين المشاهدات وأضعافها من الاستماع.. فالصلع يضرب الرؤوس كلها، ولذا يفترض أن الصلعتين الكريمتين تمت تغطيتهما بالباروكات!

.. الناس سواسية كأسنان المشط -حتى وإن كانوا دون شعر- أو هكذا ينبغي أن يكونوا أمام الفرص والحوافز.. فلا تتاح لأحد منهم فرصة دون الآخر، يتمكن بواسطتها من القفز على رقاب الناس أو التميز عنهم!

أتفهم جيداً أن الوافد في زمنٍ مضى يتقاضى رواتب مختلفة عن مثيله السعودي، برغم أنهما يؤديان نفس العمل.. البلد في السابق في مرحلة بناء إداري.. الوافد - العربي وغيره- هو المنقذ.. "الدنيا أخذ وعطا".. من نافلة القول إنهم قدموا خبراتهم ومجهوداتهم ونالوا المقابل.. لا أحد يأتي إليك لوجه الله..

كان الناس يسكتون على الحوافز التي يحصل عليها الوافدون.. الخبرات والأيدي العاملة الوطنية شحيحة.. لم يكن هناك حل آخر.. مرحلة وذهبت.. امتداد المسألة حتى اليوم يعني أنها تحولت لمرض.. توفرت اليد الوطنية.. وما يزال الأجنبي يحظى بامتيازات إدارية لا يحصل عليها ابن البلد.. البعض يتعامل مع الحالة كأنه يعيش في التسعينات الهجرية.. هناك سنوات طويلة تفصل كثيرا من الشركات والمؤسسات الوطنية الكبرى عن الواقع الذي يعيشه البلد في العام 2013.

قبل أيام - في الرياض - دخلت أحد المعارض التجارية التي يعمل فيها الشاب السعودي جنباً إلى جنب الوافد العربي.. يؤلمك أن الوافد -"يلبس باروكة"!- يسيطر على المكان.. بل وينظر للسعودي - الأقرع! - أنه يزاحمه في عمله.. استمعت لشكاوى الكثير منهم.. انقلبت المفاهيم.. بات الشاب يعيش غربة في وطنه!