إذا اعتبرنا أن مسلسل "طاش ما طاش" ثابت, فمعنى ذلك أن العسيري حسن ورفاقه والمالكي فايز ومسلسلاتهم متحركون في فضائه. إذا ما الذي يحدث في فهمهم لقضايا المجتمع السعودي وكيف تتم المعالجة من مسلسل إلى آخر؟
في الحقيقة الذين شاهدوا توارد الخواطر أو بمعنى آخر سرقة الأفكار توقفوا كثيرا أمام موضوعين هامين هما قضية "زواج الصغيرات" و"الخادمة السعودية", فقد اختلفت المعالجة وبالتحديد في حلقة زواج الصغيرات في (سكتم بكتم المالكي) و(بيني وبينك العسيري) وإن كان الأول من وجهة نظري عالجها جيدا.
الحقيقة, فاجأني فايز المالكي بدوره في "سكتم بكتم" وحاول رويداً رويداً التخلص من شخصية "مناحي" وإن كان بالتدريج. فايز قدم نفسه بشكل مغاير وأثبت أن الانفصال و"الخلع" من صدف العسيري أعطى ثماره.
المشكلة فقط كانت في توقيت العرض, فعلى الرغم من الأكثرية التي لا تعجبها الأجزاء في حلقات طاش, إضافة إلى إعادة المسلسل مرة أخرى, فإن هؤلاء فضلوا تشجيع فايز الذي استحق التقدير.
كان بالإمكان أن يتم عرض "سكتم بكتم" في نفس توقيت عرض "بيني وبينك" وذلك أن المنافسة مع طاش قد تكون صعبة في البداية. أما حسن عسيري والدكتور راشد الشمراني وزملاءهما في "بيني وبينك" فهم حائرون مع الأجزاء الثلاثة وأرى أن جزءا واحدا مكثفا قادر على النجاح والتركيز في معالجة القضايا بدلا من امتهان الناس وخاصة السخرية بجنسيات معينة.
أتساءل: لماذا الإصرار دائما على إقحام الهنود والفلبينيين وبعض الجنسيات الأخرى في المسلسل بطريقة مزرية. ألا يعلم إخواننا المضحكون أن الهنود اخترعوا حاسبا آليا بعشرة دولارات؟
أما الذين لا يحبون "التنابز بالألقاب" فحيلهم بينهم، فقد حصد العسيري لقباً آخر عن طريق الشمراني الذي أهداه من قبل لقب "الدلخ", وأطلق عليه الآن اسم "برطمان" وهذا ما لا يحب العسيري أن يلتصق به بعد انتهاء المسلسل. "بيني وبينك" خلينا أميغو بعيدا عن المضحكين السعوديين!