هلل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي لانسحاب آخر كتيبة عسكرية أمريكية مقاتلة من العراق، واعتبر ما حصل نجاحا لخطته في إبرام الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة، ولكن فاته أن أكثر من خمسين ألف جندي أمريكي سيبقون متمركزين على الأراضي العراقية، وعيد الجلاء الذي تحتفل به الدول والشعوب ما زال بعيد المنال.
يقول قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال راي أوديرنو إن القوات الأميركية يمكن أن تبقى في العراق لفترة أطول إذا ما طلب منها العراقيون ذلك، بمعنى آخر فإن المهام القتالية يمكن أن تستأنف في أية لحظة، مع أن الجنرال الأمريكي يفضل البقاء خارج المدن والاكتفاء بتدريب الجيش والشرطة العراقيين على كيفية التصدي والقتال.
مشكلة العراق لا تكمن فقط في الاحتلال الأمريكي، بقدر ما أضحت مشكلة داخلية بامتدادات خارجية .إذ ليس من المنطقي أن تمضي أكثر من خمسة أشهر والحكومة وتشكيلتها تراوح مكانها من دون حل يلوح في الأفق.
ما أعلنه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بأنه سيغادر إيران للعيش في لبنان، يجدر التوقف عنده، لجهة التدخلات الخارجية في التركيبة السياسية العراقية وفي تشكيل الحكومة، مما يطرح تساؤلات كثيرة أولها ماهية الغرام الأمريكي والإيراني بالمالكي والإصرار على ترئيسه مرة ثانية حكومة محكوم عليها سلفا بالفشل.
ما أفرزته انتخابات مارس الأخيرة تعبير عن نبض الشارع، وهو بطبيعة الحال يخالف الرأي الأمريكي والإيراني، حيث كانت الغلبة للوطنيين البعيدين عن الطائفية والمذهبية.
ربما كانت تصريحات المالكي الذي وصم فيها القائمة العراقية بأنها تعبر عن طائفة معينة أكبر تعبير عن أنه منزعج من النتائج وبالتالي مما ستكون عليه صورة الحكومة المقبلة.