أكدت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" التقارير التي أشارت إلى قيام قطع بحرية روسية بإجلاء الرعايا الروس من عسكريين ومدنيين من سورية، وإغلاق قاعدة طرطوس البحرية، فيما أشارت تقارير إعلامية نشرت في الولايات المتحدة إلى أن المعارضة السورية المسلحة تقوم باستعدادات مكثفة لإحياء عملياتها في جنوب البلاد، وأن وحدات عسكرية معارضة تضع الآن خططا للهجوم على دمشق في وقت ما من الخريف المقبل.
وأشارت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى تلك الاستعدادات في تقرير من جنوب سورية، كشفت فيه عن عمليات تخزين للذخائر والأسلحة، وعن ترتيبات لحصول الثوار في الجنوب على صواريخ مضادة للطائرات؛ بهدف منع بشار الأسد من استخدام سلاح الجو في عمليات الجنوب المتوقعة. وقالت الصحيفة إن من سيقومون بتلك العمليات "لا يمكن اعتبارهم من المتطرفين وإنهم يمثلون التيار الوسطي في المعارضة".
ونقلت أجهزة الإعلام تصريحات أدلى بها المتحدث بوزارة الدفاع الروسية قال فيها: إنه لم يعد لروسيا أي مواطن فوق الأراضي السورية، بما في ذلك المدربين العسكريين الروس، الذين كانوا ملحقين بالوحدات العسكرية السورية. كما أكد البنتاجون إغلاق قاعدة طرطوس البحرية الروسية في سورية. وهو أمر فسره المتحدث الروسي بقوله: إن القاعدة لم تكن مهمة، وإنها كانت تقوم بمهام فنية فقط.
ويتناقض القرار الروسي الحالي مع ما سبق أن أعلنه الرئيس فلاديمير بوتين في مطلع يونيو من أن روسيا ستحتفظ بقاعدتها في طرطوس "لأنها قاعدة استراتيجية مهمة في إقليم مهم، ولدينا مهام هناك تتصل بالأمن القومي للاتحاد الروسي" حسب قوله آنذاك. وأشارت بعض التفسيرات الشائعة في واشنطن لقرار إغلاق القاعدة البحرية الروسية في طرطوس إلى أنه يمكن أن يكون تعبيرا عن رغبة روسيا في تجنب الظهور بمظهر من يعمل على عرقلة مؤتمر جنيف المقترح للتفاوض بين النظام السوري ومعارضيه.
يذكر أن عمليات إجلاء المدنيين الروس من سورية، الذين قدر عددهم قبل نحو العامين بقرابة الثلاثين ألفا، كانت قد بدأت في مطلع العام الماضي. وأوضحت تعليقات لخبراء أميركيين أن القرار الروسي لا يعكس تبدلا في موقف موسكو المتشدد في دعم نظام الأسد. وفسر البعض الموقف الروسي بأنه محاولة لاستباق أي استهداف للمواطنين الروس في سورية من قبل قوات المعارضة.