فشلت الولايات المتحدة وروسيا أمس، في التوصل إلى اتفاق حول مؤتمر السلام حول سورية "جنيف 2". وأوضح نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف، أن محادثات أجريت أمس برعاية الأمم المتحدة لتنظيم المؤتمر، انتهت دون اتفاق بين المسؤولين الأميركيين والروس على كثير من المسائل، من بينها المواعيد وقائمة المشاركين في المؤتمر. وأضاف عقب المحادثات التي استمرت خمس ساعات أن الجانبين سيعودان إلى حكومتيهما لبحث سبل المضي قدما، لكن لم يتم الاتفاق أيضا على من سيمثل المعارضة السورية ومشاركة إيران.
وأفاد بيان للأمم المتحدة أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف سيلتقيان الأسبوع المقبل، ويتوقع إجراء مزيد من المحادثات بخصوص المؤتمر بعد ذلك.
وبدورها رفضت ويندي شيرمان عضو الوفد الأميركي في محادثات جنيف التعليق.
إلى ذلك، انضم السيناتور بوب كيسي إلى فريق من قادة الكتلة الديموقراطية بالكونجرس الأميركي ممن يعارضون التباطؤ الذي تبديه الإدارة على درب العثور على حلول فعالة تنهي معاناة الشعب السوري بعد أكثر من 30 شهرا من النزيف المتواصل. ويلتحق كيسي الذي أدى بتصريحات شديدة الانتقاد لسياسة الإدارة تجاه سورية إلى كتلة ديموقراطية تضم كلا من عضوي مجلس الشيوخ روبرت منيدنيز وكارل ليفين وهما جميعا من قيادات الديموقراطيين في المجلس بالإضافة إلى كتلة ديموقراطية موازية بقيادة إيليوت إينجل. ومن المتوقع أن تضيف تلك الكتلة الديموقراطية إلى الزخم الجمهوري الذي يدعو إلى القيام بخطوة أكبر لحل الأزمة السورية في وقت أقصر وهي كتلة يقودها السيناتور جون ماكين وآخرون ويشارك فيها أغلبية ساحقة من الجمهوريين في المجلس التشريعي.
وقال كيسي في تفسير موقفه إن الرئيس أوباما ليس لديه استراتيجية مفهومة تجاه سورية. وأضاف "لقد مر على بدء حمامات الدم وقت طويل. وطيلة ذلك الوقت لم تطرح الإدارة موقفا عمليا واحدا يستحق الذكر. إن على الإدارة أن تفسر للشعب ما هو على المحك الآن في سورية لاسيما بعد تدخلات إيران وحزب الله في الحرب. انتصار الأسد سيؤدي إلى دعم هائل لهما معا وهو أمر يؤثر على محاولتنا وقف البرنامج النووي الإيراني وإبعاد طهران عن امتلاك سلاح نووي. وإذا شرح الرئيس للشعب الأميركي ذلك فإن الأميركيين سيؤيدونه حين يتخذ خطوة أكبر لإنهاء الأزمة وإلحاق الهزيمة بالأسد وحلفائه".
وأوضح كيسي أن وزير الخارجية جون كيري اجتمع مؤخرا بقيادات الكونجرس لإطلاعهم على قرار الإدارة بتسليح المعارضة. وأضاف "اللقاء كان سريا ومن ثم فلن أكشف عما دار فيه. ولكن بوسعي القول على الرغم من ذلك أننا لم نلحظ أي وضوح في الرؤية حتى عن قضية تسليح المعارضة ذاتها".
وحول إمكانية إمداد الثوار السوريين بصواريخ مضادة للمدرعات وللطائرات قال كيسي "ليس لدي معلومات حول هذا الموضوع". وتعني الإجابة أن الإدارة لم تقرر بعد نقل صواريخ أميركية من هذا النوع إلى الثوار السوريين. وأضاف عضو مجلس الشيوخ "أتمنى ألا تحجم الإدارة في المستقبل عن إمداد الثوار بتلك الصواريخ فقد أشرنا إليها مرارا خلال نقاشاتنا مع مساعدي الرئيس".
وفي جنيف، أعلن المبعوث الدولي الخاص إلى سورية الأخضر الإبراهيمي أمس أن مؤتمر السلام لإنهاء الحرب الأهلية السورية لن يعقد في يوليو المقبل كما كان يأمل، ودعا الولايات المتحدة وروسيا للعمل على احتواء الصراع. وقال "بصراحة أشك في أن يعقد المؤتمر في يوليو. المعارضة ستعقد اجتماعها التالي في 4-5 يوليو. ولذلك لا أعتقد أنهم سيكونون جاهزين".
ميدانيا، تعرضت أحياء في شرق دمشق وشمالها وجنوبها لقصف من القوات النظامية، فيما دارت معارك عنيفة في بعض أحياء حلب في شمال البلاد، حسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان وناشطون. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن "يحاول الجيش استعادة السيطرة على كامل أحياء القابون وجوبر (شرق) وبرزة (شمال) والحجر الأسود واليرموك (جنوب)"، وهي أحياء توجد فيها جيوب لمقاتلي المعارضة وتشهد باستمرار اشتباكات.
وأضاف عبدالرحمن "الثوار يقاومون، ولم يتمكن الجيش من السيطرة على هذه الأحياء الواقعة على أطراف العاصمة والتي بدأ هجوما جديدا عليها منذ ستة أيام".