واصل الجيش اللبناني أمس عمليات التمشيط داخل المربع الأمني للشيخ أحمد الأسير في عبرا، ومنع المواطنين من دخول منازلهم، إضافة إلى وسائل الإعلام حفاظاً على سلامتهم. كما فجر عبوة ناسفة داخل المجمع، وقذائف غير نظامية موضوعة على خزانات مازوت، مع تفكيك آليات مفخخة بالداخل.
وتفقد قائد الجيش الوحدات العسكرية في صيدا، كما زار المدير العام لقوى الأمن الداخلي بالوكالة العميد روجيه سالم سرايا صيدا الحكومية وترأس اجتماعا أمنيا لبحث المستجدات، معلناً عن تسيير دوريات في صيدا وعبرا بمؤازرة الجيش اللبناني. وأفاد مصدر عسكري أن "كل القوى الأمنية تتولى ملاحقة الأسير المطلوب مع 123 من أنصاره من السلطات القضائية".
وفي سياق متصل، كلف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر مديرية المخابرات في الجيش اللبناني بإجراء التحقيقات الأولية في حادثة عبرا والتحقيق مع الموقوفين الذين بلغ عددهم أكثر من 110 حتى الآن. وتحدثت معلومات عن أن الأسير غادر أول من أمس وعائلته وفضل شاكر مسجد بلال بن رباح عندما اقترب الجيش منه.
وأوضحت النائب بهية الحريري ما جرى أثناء محاصرة منزلها، وقالت "نغطي الجيش لأننا نخاف من عناصر ملتبسة دخلت في صفوفه"، واعتبرت أن "صيدا تُركت لمصيرها ولم تؤخذ تدابير سريعة لمنع ما حصل". وأوضحت عن مشاركة حزب الله في المعارك ومحاصرة منزلها "بعد احتدام المعارك بين الجيش وأنصار الأسير، سيطر حزب الله أو ما يسمى بـ "سرايا المقاومة" على تلة يوسف النقيب البعيدة 50 متراً وبدؤوا بإطلاق رصاص القنص التي أصابت إحداها زجاج غرفتي".
وأضافت "الخطر في الأمر أنه تمت محاصرة جميع مداخل منزلي ولم يتركوا لي غير منفذ واحد، وهذا ليس بالأمر الغريب عنهم، ففي 7 أيار 2008 أخذوا جميع المؤسسات التابعة لي وأجبروني على تسليمها للجيش". وأشارت إلى أن "حزب الله خلق مجموعات أطلق عليها عدة تسميات، آخرها بدعة "سرايا المقاومة" التي هي عبارة عن مجموعة متعددة الانتماءات، وهي ليست سوى بؤر توتر أمنية متنقلة هدفها السيطرة على المدينة".
وثمن الرئيس ميشال سليمان "جهود وتضحيات الجيش من أجل ضبط الأمن وبسط سلطة الدولة"، متقدّما لقائد الجيش العماد جان قهوجي وذويهم بأحرّ التعازي "بالشهداء الذين سقطوا في معركة عبرا مع مسلّحين تابعين للشيخ أحمد الأسير"، مشيراً إلى أنّ "الدعوة إلى الجهاد ضد الجيش والدعوة إلى تقسيم الجيش لن تجدي نفعاً".
وفي سرايا الحكومة وقف رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي وموظفو السرايا حدادا دقيقة صمت على أرواح قتلى الجيش اللبناني. والتقى ميقاتي وفدا من الفصائل الفلسطينية. وبعد اللقاء، أكّد أمين سرّ الفصائل الفلسطينية فتحي أبو العردات الموقف الفلسطيني بضرورة الحياد الإيجابي في صيدا، متمنيا على ميقاتي تفعيل لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني. ودعا وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل الجيش والقوى الأمنية إلى "العمل يدا واحدة والتنسيق بين بعضهم البعض في صيدا.. وهي يجب أن نقوم بدوريات ومهمات كثيرة للمحافظة على النجاح الذي حققه الجيش"، مؤكدا أنهما "سيكونان مدعومين من كل السياسيين في صيدا بمختلف توجهاتهم السياسية، ولا يجب أن يذهب دم الشهداء بالأمس هبة".