بلغت اتكاليتنا إلى الحد الذي لو توقفت فيه البلدية عن العمل ارتبكت حياتنا.. في الحي الذي تسكنه تبرز البلدية بشكل واضح تماما.. كل ما حولك ضمن مسؤولياتها.. دورنا في الأحياء التي نسكنها هو دور ذلك المتفرج الذي يحضر مباراة كرة قدم لفريقه المفضل، ممسكا برواية يقلب صفحاتها!
يقول الخبر الجميل: وقعت بلدية "بروكسل" اتفاقية مع أحد الفرق التطوعية في بلجيكا، اشتملت على زراعة مليون شجرة لعدة سنوات مقبلة.. فريق بروكسل التطوعي لديه العديد من الاتفاقيات والأنشطة التطوعية الأخرى.. ويعدّ ذراعا مساندة للأعمال البلدية.. إذ لم يكتفِ بدور المتفرج.. بل أخذ دوره في العمل البلدي..
كلما قرأنا مثل هذه الأخبار يساورنا ذات الشعور السلبي.. الغرب متقدم علينا حتى في الأعمال التطوعية.. الأوروبيون يحبون أوطانهم أكثر منا.. نحن مجتمع سلبي لا يفكر سوى بنفسه..
ربما ثمة مشاعر أخرى أشد وقعا من هذه..!
حسنا، أود القول إن هذا الخبر غير صحيح..
الخبر الصحيح يقول: وقعت أمانة الجوف ـ شمال السعودية ـ اتفاقية مع أحد الفرق التطوعية في سكاكا الجوف، اشتملت على زراعة مليون شجرة لعدة سنوات مقبلة.. علما بأن فريق الجوف التطوعي لديه الكثير من الاتفاقيات والأنشطة التطوعية الأخرى..
ما رأيكم الآن؟!
قبل قليل، حينما كان الخبر متعلقا ببلدية بروكسل، والشباب البلجيكي، كان خبرا جميلا، ويفترض أن تتناقله وسائل الإعلام.. فقط لكوننا مهووسين بالتجارب الوافدة!
لكنه الآن خبر لا يستحق الاهتمام.. فقط لأنه يتعلق بنا وبشبابنا.. هذه هزيمة نفسية واستلاب ثقافي.