ينشط باعة مجهولون في أشهر أسواق العاصمة الرياض (سوق الحمام)، بعرض عدد من أنواع الحيوانات المهددة بالانقراض أمام مرتاديه، في وقت لوّحت فيه الهيئة السعودية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها بملاحقة كل المخالفين.

ويعد سوق بيع الحيوانات والطيور في مدينة الرياض من أشهر الأسواق في المملكة، وعرف في السابق بسوق الحمام قبل أن ينقل من وسط المدينة إلى جنوبها ويتغير اسمه، ويشهد السوق حركة كبرى من قبل مقتني الحيوانات الأليفة والطيور إلى جانب عشاقها الذين باتوا ملازمين للسوق ومتابعة أسعار الحيوانات الأليفة والطيور المسموح ببيعها.

وينشط في السوق ذاته "البيع"، بعيداً عن المحلات التجارية المخصصة لبيع الحيوانات وما يسمى بـ"الحراج"، بحسب ما تم رصده من قبل عدد من مرتادي السوق، الأمر الذي يسبب حرجاً كبيراً لأصحاب محلات بيع الحيوانات والطيور في السوق ويؤثر في حركتهم التجارية.

وأكد لـ"الوطن" أحد أصحاب المحلات التجارية في السوق (تحتفظ "الوطن" باسمه)، أن هناك العديد من المخالفات ترتكب في سوق بيع الحيوانات والطيور، منها بيع حيوانات محظورة دولياً ومهددة بالانقراض، ويقول: "رصدت شخصياً أشخاصاً قدموا لبيع حيوانات مهددة بالانقراض ويمنع الاتجار بها، منها الغزلان والوضيحي والنمور والفهود والضباع والوشق والنمس والطيور البرية بجميع أنواعها والذئاب والثعالب والثعابين والزواحف بأنواعها كافة والقرود والبوم والغربان والسلاحف البرية والبحرية". ويشير إلى أن هؤلاء يقومون بطرق غير نظامية من أجل البيع في السوق، مطالباً بمحاسبتهم من قبل الجهات المختصة ومنها الهيئة السعودية للحياة الفطرية، مبيناً أنه سبق أن تقدم بشكوى حول هذا الموضوع، لافتاً إلى أن هناك مخالفات أخرى ترتكب، منها بيع الحيوانات مثل الكلاب خارج المحلات التجارية كونه يمنع بيعها في الداخل وهي مخالفة وتمت مخاطبة البلدية بهذه المخالفات.

وأشار إلى أن الرقابة ليست مشددة على السوق، مبيناً أنه بين فترة وأخرى تأتي فرق مختصة وتصادر الحيوانات المخالفة، لكن هذا الأمر ليس بشكلٍ مستمر، إذ سرعان ما يعود المخالفون لممارسة البيع.

ومن جهته، أكد رئيس الهيئة السعودية لحماية الحياة الفطرية وإنمائها الأمير بندر بن سعود بن محمد لـ"الوطن"، أن الهيئة ستقوم بعمل حملات تفتيش على الأسواق وورش التحنيط للتصدي للمخالفين، مبيناً أنه تم رصد العديد من المخالفات؛ ولكن لا يوجد مكان لدى الهيئة لإيواء الحيوانات التي تتم مصادرتها، مشيراً إلى أنه ينتظر في العام المقبل أن يتم فتح مكان لإيواء الحيوانات التي تتم مصادرتها كونها غير مرخصة.

وأشار إلى أنه سيتم إطلاق حملة توعوية في مجال الحياة الفطرية السعودية ومنها بيع واقتناء الحيوانات غير المرخصة والمحظور بيعها، بعد ذلك ستكون هناك حملات تفتيشية بشكل كبير على أسواق بيع الحيوانات والطيور في مناطق ومدن ومحافظات المملكة كافة؛ لتتصدى للمخالفين. وأضاف أن الغالبية من التهريب للحيوانات تكون إلى المملكة ويبرز منها الفهود والأسود والغزلان وطيور الزينة، مبيناً أن أكثر الدول التي يتم التهريب منها هي اليمن، مشيراً إلى أن هناك تهريباً عكسياً خارج السعودية ولكنه قليل جداً ويخص بعض الصقور.

وأكد الأمير بندر بن سعود أن الحيوانات المفترسة مثل الأسود والنمور والفهود ممنوع اقتناؤها بأمر سامٍ إلا في حالة وجودها بشكل رسمي، إما للأبحاث أو للحدائق الحيوانية أو للعروض في السيرك، ويشترط الحصول على رخصة من الهيئة وغير ذلك يعتبر أمراً مخالفاً.