وأرجو ألا تظنوا أبداً أن (نقطة) قد سقطت سهواً من نوع حرف (العين) في العنوان بعاليه، أنا أكتب عن (شعب منفوحة) لا عن شغبها. لم يصل (شعب منفوحة) إلى قلب الرياض بعملية إنزال مظلي، ولم ينزلوا إليها مع قطرات سحابة. وبكل شجاعة وصراحة، ومن أجل وطني: لقد ابتدأ (شعب منفوحة) ذات إهمال للحدود مع الجارة اليمن، وخضنا بسبب هذا الإهمال حرب الحدود مع الحوثي، ومساء الأمس، حرب الشوارع مع الإثيوبي. وعلى مسؤوليتي: فإذا ما دخلنا هذه المواجهة بيد مرتعشة فلن نكسب بعدها.

وكلنا ـ مواطنا أو مسؤولا ـ يعرف تماماً كيف وصل (شعب منفوحة) إلى قلب الرياض، وكيف كانوا قبل الأمس أول حالة شغب في تاريخ المدينة والمدن السعودية. كلنا يعرف أدوات التهريب، وكلنا يعرف أن في (الإضبارات) الرسمية مئات أسماء المهربين، ومثلها من محاضر الضبط وتدوين الوقائع. كلنا يعرف أن (شعب منفوحة) وصل إليها عبر تشكيل (وطني) عصابي يمرح الآن حراً طليقاً:ليمارس التهريب والنقل.

إن خسرنا مواجهة منفوحة فلن نكسب بعدها حارة. إن من دروس المصائب عبرة الفوائد: ونحن نعلم أن شعباً بأكمله قد سهر قبل البارحة متضامناً متوحداً في وقفة ترفع رأس وطن بأكمله كي لا نخسر حارة. لم تفتح علينا جبهة منفوحة مجرد شغب محدود في كيلومترات مربعة، بل فتحت على أهلي ووطني جبهات إعلام وجماعات وقنوات كانت تنتظر هذه الفرصة. لسبب التراضي، أعاد لنا جيشنا الباسل (جبل دخان) في ملحمة تاريخية، وبسببه سأظل فخوراً لأن الأمن العام قد أعاد إلينا منفوحة إلى بقية الغالية الرياض الآمنة المطمئنة. سيبقى السؤال: كيف وصل ربع مليون من (شعب منفوحة) إلى مجرد حارة واحدة من مساحة هذا الوطن؟ لماذا وكيف ومتى؟ .

نريد حزماً وحسماً للمنبع والمصب، للآلية والطريقة.