مقولة "المواطن رجل الأمن الأول" التي أطلقها الأمير الراحل نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- لم تكن وليدة لحظتها حينما أطلقها.. ولم تأت في سياق مبالغات أو إطراءات غير مستحقة.. هي نتاج خبرة عميقة في شؤون الأمن ودور المواطن المحوري فيه.
أي أن الأمن إذا لم يعتمد على جهد المواطن سيظل ناقصاً مهما جندنا البشر وبذلنا الإمكانات.. هذا هو الواقع.. لا أمن دون مشاركة ووعي المواطن.. البارحة الأولى وعلى قدر حزني على الإصابات التي تعرض لها عدد من أفراد الأمن خلال مواجهاتهم مع عدد من العمالة المخالفة -من الجنسية الأثيوبية- إلا أنني كنت سعيداً للغاية للمواقف البطولية التي قام بها عدد من المواطنين في مساندتهم لرجال الأمن..
كان مشهداً رائعاً للغاية.. رجل الأمن هو المواطن.. المواطن هو رجل الأمن..
هكذا يجب أن نكون.. وهكذا يجب أن يشعر كل مخالف -أياً كانت جنسيته- يظن أن السكوت على مخالفته لنظام الإقامة سيكون سرمدياً، وأنه لم يأت اليوم الذي يقال له فيه قف.. هاتوا لي دولة في العالم اليوم تتعامل بإنسانية هشة وعاطفة ساذجة مع المخالفين لنظام الإقامة.. أين هي؟!
- النقطة الأخرى، ما زلت على يقين دوماً أن هناك أناسا سلبيين تجاه ما يدور حولهم.. لو "احترقت" البلد لا يهمهم شيء سوى أطراف أثيابهم.. هل وصلتها النار أم لا!.. لكن هؤلاء يجب أن يكونوا الاستثناء لا القاعدة.. يقظة وحرص المواطن سيحدان من العديد من الظواهر الإجرامية.. حتى هؤلاء المخالفون -كما قلت سابقاً- حينما يدركون أنهم يعيشون في مجتمع يقظ ستضيق عليهم الدائرة!
الذي حدث البارحة الأولى في العاصمة الرياض يجب أن يشكل نقطة تحوّل في علاقة المواطن بأمن وطنه.. يجب أن يكون عام 1435 نقطة تحول في تعزيز ثقافة المسؤولية الاجتماعية بشكل واسع.. والذي يجب أن يبادر لنشر ذلك هي وزارة الداخلية نفسها.