منذ تسلم محمد بن همام زمام إدارة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وهو يسير به تصاعدياً وبقوة وجرأة ودراية، فقد حقق كثيراً من النجاحات في تنظيم مسابقاته واستقطاب الكوادر واستثمار القدرات والكفاءات.
ولكن (بلاتر) قد أطاح به بسبب نزاع على كرسي السلطة العليا للاتحاد الدولي (فيفا)، فخسرت آسيا رجلاً نادراً، وتكبدنا كثيراً من المشاكل لعام ونصف العام، قبل أن يُنتخب الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة الذي نتمنى له التوفيق والتقدم والتطور.
ولأن ابن همام محب للرياضة وكل جمالياتها، لم يفوت فرصة ذهبية قل من يتجاوب مع معطياتها وآفاقها، فتفاعل مع تغريدة محمد النويصر رئيس رابطة دوري المحترفين، وقال "لقطات معبرة يا بوعبدالله.. الله يهنيكم بدوريكم، واللقطة هذي تستاهل حملة علاقات عامة لإبراز جماليات الدوري السعودي وإيجابياته".
أما تغريدة محمد النويصر، فهي: "الروح الرياضية العالية للاعبي نادي الاتحاد في مباراة النهضة تستحق الإشادة والتكريم والتشجيع من جميع القطاعات الرياضية المحلية والدولية".
واللقطة التي ألهبت حماس (القيادي) الخبير المتواضع محمد بن همام وأسعدته كثيرا كانت في مباراة النهضة والاتحاد حينما كان البرازيلي جوبسون مهاجم الاتحاد (في لقطة نادرة) يربط حذاء تيسير آل نتيف حارس النهضة الذي كان واقفاً والكرة بيده.
هذا الفعل الجميل يستحق التقدير والتكريم للاعب جوبسون، وكذلك زميله ليوناردو الذي تعمد تسديد الكرة خارجا بعد أن احتسب الحكم عبدالعزيز الفنيطل خطأ ضد الحارس تيسير لأنه تجاوز الوقت القانوني ممسكاً بالكرة وجوبسون يربط حذاءه، علماً أن مكان الخطأ قد يتيح تسجيل هدف التعادل للاتحاد، وهذا تعزيز لمثالية الرياضة في أي مكان وأن تسود الأهداف السامية في الملاعب.
ويستحق أيضا محمد النويصر (القيادي المثالي)، الثناء والتقدير على تفاعله القوي والسريع بإيصال هذه اللقطة ومعها لقطة محمد الشلهوب نجم الهلال وهو يحتضن عامل نظافة في الملعب، للاتحاد الدولي للدخول في المنافسة على جائزة اللعب النظيف، وهي مبادرة تستحق الاهتمام لأنها ستثري سمعة الرياضة السعودية.
أما محمد بن همام فسأركز على جملة "اللقطة هذي تستاهل حملة علاقات عامة لإبراز جماليات الدوري السعودي وإيجابياته".
الرجاء إعادة قراءة (حملة علاقات عامة)، ومن ثم التفكير في كيفية تفعيل هذه النصيحة من خبير محب للرياضة ومخلص لمحبيه.
هذه اللقطة الجميلة في الملعب جاءت في وقت عصيب لرياضتنا التي تئن تحت رماد التنافر والتنابز والتباغض والتكاره والاتهامات واستنفار من ابتليت بهم الرياضة لتوسيع مساحة الفساد دون رادع لمن لا يقدرون المسؤولية ولا تهمهم مصلحة الرياضة لعدم وجود ضوابط وأنظمة تردع هؤلاء، وإن وجدت فلا تطبق بشكل حازم وقوي.
ومما يستحق التنويه أن الاتحاد الآسيوي الذي يأخذ محاسن الفيفا ويطبقها، منذ تسلم محمد بن همام الرئاسة، أقر تصافح اللاعبين بعد المباريات والوقوف في دائرة المنتصف وتحية الجمهور، وسبق وطالبت وغيري كثيرون منذ خمس سنوات دون تجاوب من اتحاد القدم ولا الرئاسة العامة لرعاية الشباب، ولذا أقول لأحمد عيد ومحمد النويصر لابد من تطبيق هذا المبدأ السهل في إجراءاته، والعظيم في إيجابياته وأن يكون سائداً في جميع المراحل والمسابقات.
ولا بد من إعادة دراسة حملة (الاحترام – الكرة وليس الكره)، وكل ما من شأنه تقليل حدة التعصب والتنافر بين جميع المنتمين للرياضة.
نسأل الله العلي القدير أن يقيض لرياضتنا من يريد لها الخير والازدهار والتطور، وأن يخلصها ممن يحيكون بها الشر والضرر والتدهور.