نسمع دائما من يقول إن الغيرة قاتلة، وتكون قاتلة إذا كان مصدرها النساء! والغيرة – عموما – ليست دائما سلبية، إذا كانت تدفع بصاحبها للتحدي وبلوغ الأهداف، فهي عندئذٍ غيرة محمودة، لكن غيرة (ديبي السيدة الإنجليزية) التي اشترت منزلا في مقاطعة "سري" جنوب شرق إنجلترا، لم تكن غيرتها محمودة، فقد قررت بدافع من الغيرة والحسد، كما صرحت بذلك لصحيفة "الديلي ميل"، أن تجدد منزلها، وتعمل فيه إضافات وتجمّله، من أجل أن تضع في عيون جيرانها وجاراتها على الخصوص، أعواداً وحصى! كي تغيظهم، وكأنها تريد أن تقول لهم "موتوا يا حساد بيتي أجمل من كل بيوتكم"، ولهذا كانت السيدة ديبي تضيئه ليلاً، وتزيح السواتر عن النوافذ، تريد من جاراتها أن يقتربنّ ليملأنّ أعينهنّ بجمال بيتها، الذي لا يشبهه أي بيت في الحي!
تذكرت أن لدينا مئات يشبهن الست "ديبي" ممن يستنفرنّ جيوب أزواجهنّ، وينفضنها نفضا حتى آخر ريال، ويستدنّ ويعملنّ جمعيات، ويأخذنّ قروضا بنكية، من أجل حرق قلوب بعضهنّ بعضا، ووضع أشواك في أعينهنّ، فمثلا من هؤلاء (الديبات) من تبدأ في "فٌرْس" قلوب جيرانها وأقاربها، حين تقلب كيان زوجها ليبحث عن سفرة ولو في الصين، وبعد العودة، تبدأ في حكاية سفرها، وكأنها تقرأ من كتاب ألف ليلة وليلة، فتبدأ في سرد ما رأت وما لم تر "أكلنا وشربنا ودخلنا وزرنا"، وتزيد وتعيد، وفي كل حكاية تسحق باطن يدها اليسرى بقبضة يدها اليمنى، في كل مرة ترى الجالسات يغفلنّ عنها، وهي تطحن أسنانها السفلى بالعليا، كأنما تطحن صويحباتها طحنا. ومن طرائف بعضهنّ، من تحكي عن سفرات لم تكن سوى أحلام منامات، ولا تعرف عن ماليزيا أو لندن أو شارع الشانزلزيه، التي تدعي سفرها إليها، ما تعرفه أمي السبعينية عن علم النانو! بينما قضتّها في "ربوع ديرتها" وفيها "ديبات" تغلبنّ على الرجال في فرض طقوس حفلات الزواج، حتى أن كثيرا من الرجال حين يتلقى اللوم من مبالغاته أو يُدعى "للتوقيع والموافقة" على (وثيقة) تعدها قبيلته أو جماعته حين تقدم له، يلتفت يمنة ثم يسرة، ويقول في همس، أدخلوها أولاً على "المدام" فإن وافقت فأنا موافق، إلى هذا الحد سلّمت زمام إدارة مناسبات الزواجات بيد النساء، وتخلى عنها الرجال، ولهذا فلا تعجبوا حين خرجت كثير من حفلات الزواجات ونحن في موسمها عن إطارها المرتب، وأخذت أشكالا وألوانا في مظاهرها بما يخالف رغبات الكثير من عقلاء المجتمع في التقنين والترشيد، حتى أن بعض الأسر – على سبيل المثال - صمموا دعوات الزواجات على "خشب وقطع ألومنيوم" ولم تعد البطاقة الورقية في نظرهم؛ إلا قديمة في نظر بعضهم، ولسان حال كل أسرة لوليها "ماذا تريد الناس أن يقولوا عنّا؟" حتى أصبح بعض الرجال أكثر تفنناً في طقوس الحفلات من النساء، والله يستر من القادم.