من ضمن أسئلة غير تقليدية في حوار سريع سألني الصحفي "هل تفكر في الزواج من أخرى غير زوجتك"، فقلت له "مستحيل"، فقال "لماذا" فقلت له لأنها هي حبي الأول والأخير، ولن أجد زوجة مثلها مطلقا، أعطتني الكثير وصبرت على طبيعة مهنتي وتفهمت ظروف انشغالي وتحملت عيوبي الكثيرة وغمرتني حبا ومودة ولطفا و...".
تذكرت ما قلته في ذلك الحوار وأنا أناقش قبل أيام الشاب زياد العبود المتزوج حديثا نسبيا، وكان الحديث بيننا عن نسبة الطلاق المرتفعة في مجتمعنا حسب الإحصائيات الجديدة، وكنت في حديثي معه أنصحه وأشير عليه بالتنبه إلى أحد أسباب ارتفاع نسبة الطلاق، فقلت له عليك أن توقن وتتعايش مع حقيقة في حياتك الزوجية مفادها أنك لست دائما على صواب، وأنك إنسان لا تخلو من العيوب، وعود نفسك على أن تعبر باستمرار لزوجتك عن مشاعرك تجاهها، والأهم من ذلك كله أن تقول لها (آسف) وتسمعها عبارة "أنا أخطأت وأعتذر منك" يوم أن تقع في الخطأ ويوم أن تزعجها بفعل أو قول، فهذه الكلمات القليلة والبسيطة وفي ذات الوقت الصعب خروجها من الرجل في مجتمعنا هي مفتاح حب دائم وغزير بين الزوجين، وفي ذات الوقت قد يكون عدم الأخذ بها سببا لتراكمات من المشاكل التي من تداعياتها الجفاء والخلافات التي قد تنتهي بالطلاق، فللأسف عدد ليس بقليل من الرجال تأخذهم العزة بالإثم ويستكثرون على زوجاتهم عبارة اعتذار وأخذ بالخاطر أو لمسة حنان وود.
زياد صارحني أنه لا يجد حرجا في الاعتذار من زوجته بمثل ما أنه لا يجد أيضا حرجا في التعبير عن مشاعره تجاهها بشكل دائم رغم أن معظم أصحابه يعارضونه في ذلك عندما يناقشون بشكل عام مثل هذه المسائل بحجة أن سلوكه هذا ينقص من قيمته ومن رجولته عند زوجته ويفتح مجالا على المدى البعيد للزوجة لتكون ندا للرجل.
قلت لزياد دعما لموقفه الجميل من زوجته وتعزيزا لمنهجه الرائع في التعامل مع زوجته إنني تعلمت من زوجتي أم عمر الكثير ولن أتمكن من إحصاء ما كسبته منها في هذه الحياة، لكن بما أننا نتحدث عن الاعتذار والأسف، فأصارحك يا زياد أنني ظللت كثيرا وزمنا طويلا لا أجيد لغة الاعتذار حتى علمتني زوجتي إجادة هذه المسألة يوم أن أحرجتني كثيرا، وفي مرات عديدة بالاعتذار مني بعد أي خلاف أكون فيه أنا المخطئ، وبعد أي مشكلة تقع بين الزوجين وأكون فيها أنا المخطئ، ولم يكن اعتذار زوجتي ضعفا منها ولا خوفا مني فهي صاحبة مبدأ ولها شخصيتها القوية ولديها عزة نفس وكرامة لكنها كانت تمارس دورها كزوجة وشريكة حياة ولهذا لم تعاملني بالمثل، بل مارست معي منهجا راقيا وذكيا إلى أن دفعتني لأن أشعر بالحرج أمامها وأخجل من نفسي فكيف بي أنا المخطئ وهي التي تعتذر وتأخذ بخاطري وتهون من المسائل علي، ومن تجربة الاعتذار لزوجتي يا زياد أقول لك إن الحب حاصرنا من كل جانب وفي كل وقت، فتأكد أن قيمتك تزداد ومكانتك تكبر كلما اعتذرت وسامحت وأحسنت.