لم تخف "أم سمر" خوفها من تزايد حرارة الجو التي قد تصل ذروتها خلال هذه الأشهر، والسبب معاناة من نوع خاص في فصل الصيف. تقول: "يزداد توتري بمجرد حلول فصل الصيف، والسبب في ذلك هو المزاج السيئ الذي يسيطر على زوجي في هذا الفصل، لا أعلم لماذا، ولكن ما أعرفه أنني تأقلمت مع هذا الوضع، ودائما ما أعلن حالة الاستنفار في هذا الفصل حتى يمر علينا بسلام".
واعترف عدد من الزوجات بأن هذا الفصل تزداد فيه وتيرة النزاعات داخل الأسرة، سواء بين الزوج والزوجة، أم بين الإخوة.
سهام الفياض ثلاثينية وأم لثلاثة أبناء تقول "لا أتمالك أعصابي في أوقات الحر. والغريب أن الحال يختلف معي في الشتاء ويمكنني تحمل المواقف الأكثر صعوبة". ولم يكن الأزواج وحدهم من يضعون حرارة الجو في قفص الاتهام، ويرجعون لها بعض الخلافات العائلية، فالطالب الجامعي فيصل الجابر يقول إن قدرته على امتصاص غضبه تقل في فصل الصيف، وفي المقابل يقبل جميع طلبات العائلة دون أي تذمر في فصل الشتاء. ويضيف "في فصل الصيف أتعمد افتعال المشاجرات مع أفراد الأسرة، خاصة مع شقيقي الأصغر سنا".
والشجار داخل جدران المنزل أخف حدة من شجار قد يقع خلف مقود السيارة، حيث يقول أبو عادل "لا يمكنني تحمل القيادة أو السفر مع الصغار في الصيف، ففي هذا الفصل أترك عائلتي تسافر مع السائق، حتى وإن كانت المسافة بعيدة، فذلك أهون علي من سفر في ظل حرارة الطقس، لأنني أعلم مسبقا أن تلك الرحلة سيكتب لها الفشل بسبب الخلاف الذي سيقع بيني وبين زوجتي". والمشهد ذاته يتكرر بين السائقين في الصيف، بحسب ما يرويه غازي الشمري، حيث يقول: "عصبية السائقين تبدو جلية في فصل الصيف، خاصة عند الإشارات الضوئية".
وترى أخصائية علم النفس هلالة المعبهل أن الحالة المزاجية قد تسوء تزامنا مع حرارة الجو ولهيب الصيف، مما قد يولد المشاحنات بين الناس. وأضافت أن بعض الأنماط الاجتماعية في هذا الفصل تتغير، ومنها عدم انتظام النوم والسهر، مما قد يؤرق ويرهق بعض أفراد الأسرة، ولاسيما الزوجين اللذين تعودا على الانتظام في أوقات النوم، وكذلك كبار السن، وهذا مدعاة للعديد من المشاحنات التي قد تخلف مشاكل في البيت الواحد، أو حتى مع الجيران.