من غير مالك (الموقوف)، يواجه الأهلي ضيفه الفتح في دوري المحترفين.. ومن غير مالك معاذ (الباحث عن نفسه)، يخوض الأهلي مباراة يحتاج إلى الفوز فيها كثيراً، ليس من أجل العودة إلى طريق الانتصارات فحسب، وإنما لتأكيد أنه (أهلي غير) الذي عرفه الجمهور في الموسم الماضي، وأنه بالفعل لديه أهداف يخطط لتحقيقها بعيداً عن انتظار ما تلعبه الصدف من أدوار مؤثرة.

صحيح أن الوقت ما يزال مبكراً جداً للحكم على أي من فرق دوري المحترفين حتى بالنسبة للتي حققت مفاجآت كالتعاون والرائد، إلا أن هناك ملامح كثيرة بانت على استعدادات بعض الفرق وما ستكون عليه في الموسم الحالي، كالأهلي الذي فاز في مباراته الأولى (بطلوع الروح) على ضيفه الحزم.. وقلنا بعدها نحن واتفقوا معنا على أنها البدايات التي دائماً ما تكون صعبة، لكن الفريق نفسه عاد في المباراة الثانية وظهر بصورة غريبة جداً فقد على إثرها فوزاً سهل على مضيفه الاتفاق وخسر أمامه برباعية بعد أن كان متقدماً بهدفين نظيفين بل وبثلاثة أهداف مقابل هدف.

بإمكان الأهلي تعويض خسارة الاتفاق وتصحيح مساره بمباراة الفتح اليوم وهذا ليس بالأمر الصعب وليس تقليلاً من شأن الفتح الطموح، لكنه _ أي الأهلي _ يبقى مطالباً بضرورة إيجاد دواء (لمرض) التفريط في انتصارات سهلة بعد فشل الوقاية من استنزاف نقاط بلا مبررات يصعب تدراكها في ما بعد، تماماً كما حدث في الموسم الماضي، خصوصاً في الدور الأول من الدوري.

وعلى الصعيد الشخصي، يبقى على مهاجمه مالك معاذ أن يبحث عن الطريق الذي سيعيد إليه لقب مالك القلوب، قبل أن تنفجر المدرجات وتطلق عليه ألقاباً معاكسة تنادي بما لا يحب.

أظن أن مالك لم يستوعب مضمون استنجاد إدارة ناديه بعدد من اللاعبين المهاجمين، وأنه فات عليه أن ذلك يعني ازدياد المنافسة الداخلية لإقناع المدرب الجديد بإمكاناته وكسب ثقته ورضاه، وإلا لما بدا إصلاح إخفاقات الموسم المنصرم، بإجبار لجنة الانضباط على إيقافه في مباراة اليوم.

على الأهلي ومالك أن يعلما أن قطار الدوري سريع لا يتوقف..لا يمنح ناديا ولاعبا فرصة كافية لإصلاح أعطاله خلال رحلته، ودائماً ما يحمل معه إلى خط النهاية، من عمل على تقديره قبل صافرة الانطلاق.