قتل ثلاثة جنود لبنانيين أمس باشتباكات مع مسلحين من أنصار رجل الدين السني أحمد الأسير، حسب ما أفادت قيادة الجيش في بيان. وجاء في البيان: "قامت مجموعة مسلحة تابعة للشيخ أحمد الأسير ودون أي سبب بمهاجمة حاجز تابع للجيش اللبناني في بلدة عبرا ـ صيدا، ما أدى إلى مقتل ضابطين وأحد العسكريين وإصابة عدد آخر، إضافة إلى تضرر عدد من الآليات العسكرية".

وكان مصدر أمني محلي بجنوب لبنان أفاد في وقت سابق أن "اشتباكات اندلعت في منطقة عبرا بين حاجز للجيش ومسلحين من أنصار الشيخ أحمد الأسير، بعد توقيف الحاجز سيارة تقل أشخاصا من جماعة الأسير. وعلى الإثر، طوق المسلحون ناقلة جند للجيش، وحصل إشكال تطور إلى تبادل إطلاق نار لا يزال مستمرا". ووقع الحادث في محيط مسجد بلال بن رباح الذي يؤم فيه الأسير الصلاة.

وذكر شهود أن أصوات الانفجارات تسمع حتى أحياء صيدا الواقعة على بعد كيلومترين من عبرا، وأنه شاهد عددا من الأشخاص ينزحون من الأحياء المجاورة لمنطقة الاشتباك، في السيارة أو سيرا، وهم يحملون أكياسا وبعض الأمتعة التي تم تحضيرها على عجل. كما أشار إلى وصول تعزيزات للجيش إلى المنطقة. وأقفلت المحال التجارية في عبرا وفي صيدا، وشلت الحركة في الشوارع. وذكر سكان في صيدا تم الاتصال بهم هاتفيا أنهم نزلوا إلى الطبقات السفلى من الأبنية خوفا من الرصاص.

في غضون ذلك، اعتصم أعضاء من حزب الانتماء الشيعي اللبناني وناشطون مدنيون أمام السفارة الإيرانية أمس، إحياء لذكرى هاشم السلمان، الذي قتل على يد ميليشيات حزب الله منذ أسبوعين، وسط إجراءات أمنية مشددة لمنع المتظاهرين من الاقتراب من السفارة. وحمل المتظاهرون الورود الحمراء والأعلام اللبنانية لإيصال رسالة ألا وهي رفض المشاركة اللبنانية في الحرب السورية. وأكّد المشاركون رفضهم سقوط شهداء من دون محاسبة المسؤولين.

وكان الجيش موجودا في المكان منذ ساعات الصباح الأولى، والقوى الأمنية أقامت حاجزا بشريا عند مداخل السفارة. وألقى الناشط كريم الرفاعي، كلمة طالب فيها "بمحاكمة الظالم وهذا المطلب لن نتراجع عنه مهما كان الثمن". وأعلن "لا نريد قوات "الباسدران" بعد اليوم في لبنان"، في إشارة إلى الحرس الثوري الإيراني. وكان رئيس حزب الانتماء اللبناني أحمد الأسعد، أفاد أن "تهديدات حزب الله بالقتل وصلت لمكتبي".