(حكايات منعشها)... مسلسل مصري من مئات المسلسلات التي تعرض على الفضائيات العربية في شهر رمضان الكريم، ومعظمها للأسف مسلسلات تجارية لا تقدّم دورها على الإطلاق في تسليط الضوء على القضايا الهامة التي تهم المواطن العربي في كل المجالات، ولدينا كثير من الملاحظات ومنها المسلسل المذكور.
ولكن وبالرغم من تلك الملاحظات التي يمكن الوقوف عندها إلا أنه طرح قضية تهم الشارع الرياضي، ألا وهي دخول رجال الأعمال على الأندية وكواليس هذا الدخول، بل حقيقة هذا الدخول الذي يبدو ظاهرياً أنه مساهمة من بعضهم للنادي والحركة الرياضية، لكنه في حقيقة الأمر غير ذلك على الإطلاق، وهدفه إما الربح المادي وزيادة رأس المال عبر توظيف لأموالهم يدر عليهم مع الأيام ثروة لا يستهان بها، وإما (بريستيج) مهم جداً في المجتمع يراد منه الدخول إلى مجلس الشعب أو الأمة أو الشورى أو التسميات المختلفة التي تطلق في هذا المجال.
وقد طرح هذا المسلسل كثيراً من تفاصيل علاقة رجل الأعمال بالنادي والحرب الضروس التي يشنها رجال الأعمال فيما بينهم لكسب منصب رئاسة النادي، وذلك كله ضمن دراما ساذجة لن نقف عندها، لكن نحن نقف عند الفكرة ولا علاقة لنا بالنقد الدرامي.. يعني أن الرياضة لم تعد مجرد ممارسة للرياضة إنما أصبحت بوابة مهمة لأصحاب رأس المال للوصول إلى أهدافهم المادية والمعنوية، وبالتالي فلا نستغرب على الإطلاق أن يشتري رأس المال لاعباً أو حكماً أو حتى اتحاداً.. ولا نستغرب على الإطلاق أن يشتري حتى جمهوراً.
نحن طبعاً لسنا ضد دخولهم ومساهمتهم، آخذين بعين الاعتبار حقهم بأن يستفيدوا بالقدر الذي يفيدون به، ولكن شرط أن يكون ذلك واضحاً من الجميع وضمن رؤية تحدد ما لهم وما عليهم، لا أن يدخلوا على أساس أنهم متبرعون ومن ثم نجد أنهم يملكون النادي بمن فيه ويحوّلون سياسته وفق سياستهم الخاصة وضمن رؤيتهم لمستقبلهم هم لا مستقبل النادي.
من غير المعقول أن تجد إدارة تتحرك كالدمى من قبل شخص يفرض عليها برنامجاً معيناً لأنه هو صاحب رأس المال. وليس من المعقول أن يكون انتماء اللاعبين لهذا أو ذاك أكثر من انتمائهم لناديهم، وليس من المعقول أن يفرض بعض رجال الأعمال آراءهم حتى على مستوى المنتخبات الوطنية ولو كان ذلك على حساب الرؤى الفنية للمدربين والجهازين التدريبي والفني.
المال مهم جداً ووجود أصحاب رأس المال في الأندية مهم أيضاً، ولكن من أجل النادي وليس على حسابه، ومن أجل النهوض بالرياضة وليس على حسابها.