بعد أن (جلجل) هاشتاق "غرد بدعوة على نيفيز"، عدت أول من أمس إلى قراءة أصله وبعض ردود الفعل، ووجدت القبيح من اللفظ الكوارثي، والجميل أيضا.

ففي الوقت الذي أنشئ فيه الهاشتاق للدعاء على نيفيز "أن يصاب بالرباط"..!! ويفقد مصدر رزقه في وطن هيأ له سبل الراحة وأن يفيد النادي الذي يلعب له والمجال الذي ينتسب إليه، قابل ذلك آخرون بأن يهديه المولى العلي القدير إلى الإسلام.

وهناك ردود أخرى تبرهن على اختلاف الفكر وإثبات وجود كل المستويات ليس في الرياضة فحسب، فهناك الإنسان الطيب الواعي الحريص على دينه وأهله وجيرانه من كل الجنسيات، وهناك الحاقد والحاسد والناقم والأناني، والمثقف الواعي، والمتشدد، والمتسامح، والمتأزم.

والأسوأ أن هناك من يترصد غيره ويلاحقه بالسب والحسد وينسى نفسه وكيف يكون أفضل عن غيره، والفارق كبير جدا جدا بينه وبين من يعمل على كسب الحسنات ويتفانى لعمل الخير وأن يسود الأمن ويحبب الناس فيه، مع التأكيد على أنه ليس شرطا أن يكون المخلص وطيب القلب مقبولا لدى الجميع، فالمتلقي قد يقع في غواية الهوى والنفس، وفي الرياضة (الميول) أولا..!!

وفي شأن نيفيز لعب أو لم يلعب، لن يتحكم في مصير الهلال، مثله مثل أي لاعب مهما علا شأنه في أي ناد آخر. ولن أغفل دور أي نجم مؤثر في إرهاق المنافسين وقيادة فريقه لمنصات الذهب، لكن ربما يكون المرمى مفتوحا على مصراعيه أمام هذا النجم الكبير ويطيّر الكرة في السماء، وكم من بطولة حسمها مدافع أو لاعب لم يسجل من قبل..!

الأهم أن نكون رياضيين حقيقيين ونعزز رياضتنا بمبادئنا الإسلامية، وأن نجيد حمل الرسالة السامية بما يتوازى وقيمة الإسلام لدى المغتربين وغير المسلمين بيننا.

هذا (الهاشتاق) يعيدني لهاشتاق (متصدر لا تكلمني) وأشدت به هنا في حينه كعمل تحفيزي من دواعي تفاني الجمهور النصراوي في دعم لاعبيه، وأنه حان وقت الحصاد والعودة للبطولات، لكنه وللأسف تطور مع استمرار النصر متصدرا لثلات جولات متتالية واستثمره كثيرون في غير محله، حتى عاد الهلال للصدارة في الجولة التاسعة مع توقف دوري جميل أسبوعين بسبب مواجهة المنتخب للعراق ثم الصين في تصفيات آسيا، وحينها رد هلاليون كثر بهاشتقات وصور وفيديو، وأغلبها يميل للسخرية وتركيب صور لا تليق وتصل حد الإساءة. والأكيد أن هناك من يرفضها وآخرين يتداولونها من باب التنكيت وثلة أخرى في قمة فرحها...!

وفي المجمل لن تنتهي مثل هذه الكوارث، لكنني ومن هذا المنبر أعيد وأجدد مطالباتي وأمانيّ بأن يكون لخطباء المساجد دور مؤثر في توعية الشباب وبعض الكبار بمن فيهم أكاديميون ومثقفون، وأن يشمل الخطاب كل الفئات، وعلى وزارة الثقافة والإعلام دور أكبر، كون وسائل الإعلام بما فيها (الإعلام الجديد) الذي يدخل كل هجرة وقرية وفي أي بقعة من أرجاء المعمورة، وكذلك الجهات العليا وفي مقدمتها وزارة الداخلية ووزارة التربية والتعليم ورعاية الشباب وصولا لكل المراكز والمؤسسات التي تشنف آذاننا بـ(الحوار الوطني).

وفي تويتر يوجد عدد كبير من المثقفين والعلماء والدعاة لهم حضور قوي ومتابعوهم بالملايين، والغالبية منهم يتابعون الرياضة وحراكها، ولكنهم سريعا ما يتوارون إذا واجهوا أي شتيمة أو اتهامات، بينما من واجبهم الصبر والتحمل، وهم أكثر دراية مني بسبل الإصلاح التي هي من أهم مسؤولياتهم.