دعك من كل هذا النقاش المتضخّم حول ماراثون طالبات جامعة الأميرة نورة، ودعك من كل هذه الاستعدادات والترتيبات، فقط دعنا نلتفت إلى المأزق الأخلاقي لأسلوب بعض من عارض هذا الماراثون الرياضي.

فلقد ذهلت – كما كثيرون غيري - من أسلوب التشهير غير الأخلاقي الذي اتبعه البعض؛ فقط ليوصل رؤيته المعارضة لرياضة الفتيات، وهذا الرأي - وإن كان مخالفاً لنواميس الطبيعة - إلا أنه يبقى رأياً يجب أن نحترمه ونحترم صاحبه، لكن أن يعترض شخص ما على نشاط نسائي بحت داخل جامعة نسائية مغلقة فهذا أمرٌ لا يمكن فهمه، بل إنه في سبيل فكرته يقوم بنشر صور الفتيات وهن يسابقن في الماراثون، دون اعتبارٍ شرعي أو أخلاقي، وها هو ينتهلك خصوصية الفتيات السعوديات اللاتي يدافع عنهن، دون أن يرفّ له جفن أو أن تتحرك فيه مروءة! فكيف يعترض على "منكر شرعي" من وجهة نظره، بواسطة اقتراف "منكر" تصوير وعرض النساء الذي يرى هو حرمة نشر صورهن! فما بالك بفتيات كن يعتقدن أنهن مستأمنات على أنفسهن داخل أسوار الجامعة!

لذا فإنني أطالب معالي مديرة الجامعة بضرورة التحقيق السريع ومعرفة من قام بتصوير الفتيات ونشر صورهن دون علمهن أو موافقتهن، وإن كانت إحدى طالبات الجامعة هي من صوّر أو سرب الصور أن تلحق بها عقوبات مشددة حسب لائحة عقوبات الجامعة، حتى تكون عبرة لغيرها.

خلاصة الحديث: إن كنت ذا رأي مخالف؛ فلا تفسد وجهة نظرك بممارساتٍ غير أخلاقية، فأنت حينها لا تضعف رأيك فقط، بل تفقد احترام الآخرين لك.