احتشد أمس الآلاف من مؤيدي الرئيس محمد مرسي، أمام مسجد "رابعة العدوية" بمدينة نصر، للمشاركة في المليونية التي دعا إليها 17 حزبا وحركة تابعة للتيار الإسلامي في مصر، تحت اسم "مليونية لا للعنف"، في مواجهة المظاهرات المرتقبة في نهاية الشهر الجاري، التي تطالب برحيل النظام، بينما أعلن"حزب النور" عدم مشاركته في أية مليونيات سواء مؤيدة أو معارضة.

وحمل المتظاهرون في الميادين "الرايات السوداء" التابعة لتنظيم القاعدة، مكتوبا عليها "لا إله إلا الله"، ورددوا هتافات "الشعب يريد إيد من حديد"، "عاش الريس مرسي عاش"، "الشعب يريد تطهير الإعلام".

إلى ذلك ظهر عدد من الشباب المشاركين في المليونية يحملون في أيديهم بعض أسلحة الألعاب القتالية، والعصيّ، ويرتدون خوذة على الرأس، أمام "مسجد رابعة العدوية"، وحرصوا على إبراز العصي وأسلحة الألعاب القتالية التي بحوزتهم أثناء وقفتهم، كما ظهرت مجموعة أخرى ترتدي ملابس ألعاب الدفاع عن النفس مثل "التايكوندو"، وأخذوا يقدمون عروضا قتالية، فسرها خبراء السياسة بأنها محاولة لإرهاب وردع المعارضين للرئيس مرسي.

وأعلنت حركة "الجهاد الإسلامي" أمس، دعمها للرئيس وللمشروع الإسلامي، وأنها ستقاتل من أجل الحفاظ على الشرعية والشريعة، مطالبة بتطهير الإعلام والقضاء وتصفية المعارضة. ونظم العشرات من أمهات الشهداء أمس مظاهرة أمام مسجد "القدس" بالتجمع الخامس، حيث كان الرئيس مرسي يؤدي صلاة الجمعة، وتصاعدت الأحداث التي بدأت بتظاهرهن أمام منزل الرئيس، رافعات الكارت الأحمر، احتجاجا على عدم القصاص للشهداء، مرورا بمحاولة الاعتداء على خطيب المسجد الشيخ أشرف الفيل، إمام وخطيب مسجد "القدس"، بعدما رفض الخطيب هتافات تأييد مرسي داخل المسجد، انتهاء بالمشادات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس عقب انصراف الرئيس من المسجد.

وحاول الحرس تأمين الرئيس من المعارضين، إلى أن اقتحمت الأمهات موكب الرئيس واعتلين سيارته رافعات الكروت الحمراء، مرددين "الشعب يريد إعدام الرئيس" و"طول ما الدم المصري رخيص يسقط يسقط أي رئيس"، وسط حالة من الارتباك الأمني لينصرف موكب الرئيس مسرعا.

وفي السياق نفسه، خرجت مسيرات حاشدة في عدد من المحافظات معارضة للرئيس مرسي ولجماعة الإخوان، واندلعت اشتباكات حادة في "الإسكندرية" أمام مسجد "القائد إبراهيم" بين المؤيدين والمعارضين للنظام، تطورت إلى إطلاق رصاص حي، أسفرت عن سقوط عشرات المصابين. كما خرجت مسيرات حاشدة من محافظات "الإسماعيلية" و"الأقصر" و"المنوفية" و"بورسعيد"، وكذلك مسيرة حاشدة بإحدى قرى محافظة "بني سويف"، حيث مسقط رأس مرشد جماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع، مطالبة برحيل الإخوان عن الحكم.

من ناحية أخرى، أعلنت المتحدث الرسمي للتيار الشعبي هبة ياسين، أنه تم إلغاء المؤتمر الذي كان من المقرر أن يعقده التيار وقوى سياسية أخرى بمشاركة الدكتور محمد البرادعي وحمدين صباحي في منطقة إمبابة بمحافظة الجيزة مساء أمس لدواع أمنية.

وأوضحت أن المؤتمر الجماهيري ألغي من جانب القائمين عليه؛ بسبب صعوبات في تأمين الشخصيات المشاركة فيه، وأن الفعالية ستقتصر على مسيرة كان من المقرر أن ينظمها التيار في المنطقة نفسها.

وكان من المقرر أن يعقد التيار الشعبي المصري بإمبابة المؤتمر، بالتنسيق مع حزبي "الدستور" والتحالف الشعبي وحركة 6 أبريل وعدد من القوى السياسية والثورية، تحت عنوان "مصر رايحة على فين"، بمشاركة حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي، والدكتور محمد البرادعي رئيس حزب "الدستور".

إلى ذلك قال الخبير السياسي بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية عماد جاد، إن مظاهرات الأمس المؤيدة لمرسي، ما هي إلا إنذار وتخويف للشعب المصري واستعراض للعضلات، من خلال رايات القاعدة المرفوعة والتدريبات القتالية، مشيرا إلى أن الشعب تجاوز مرحلة الخوف بمراحل عدة، ولم يعد بمقدور أي حزب أو جماعة ترهيب الشعب وتخويفه.