لم تعد إقامة الملتقيات والمهرجانات ذات العلاقة بالمجال الإعلامي مقتصرة على الجمعيات والهيئات الإعلامية، بل يمكن لأي جهة معنية بالزراعة أو متخصصة في الأسنان أن تقيم مهرجانا عن الأفلام القصيرة أو عن معوقات الإبداع في التصوير السينمائي.

هذه الحالة المرضية طبيعية جدا ومقبولة إذا كانت المرجعيات الإعلامية لا تقوم بدورها الرئيسي تجاه هذه الأنشطة، كما لا ننسى أن الجهات التي ليس لها علاقة وتنظمها؛ تعلم علم اليقين أن رعايتها لمثل هذه الأفكار والبرامج تختصر المسافات في التعريف بنفسها أمام الآخرين.

هذه الآلية العشوائية أيضا لا تعني أنها تهمة للمبادرين من الشباب وغيرهم من نجوب "اليوتيوب" أو التصوير أو الإخراج وإنما لعدم وجود جهة ترعى أفكارهم واهتماماتهم المختلفة، ولهذا يلجؤون إلى الطرق الفردية أو التعاون مع المؤسسات الراغبة في الظهور إعلاميا على أكتافهم.

وتأكيدا لجملة من التخبطات ظهرت جمعيات إعلامية مختلفة وأقامت ملتقيات متخصصة، رغم نشأة الجمعية السعودية للإعلام والاتصال منذ أكثر من عشرة أعوام ولها تخصصات متنوعة ويعمل بها أساتذة إعلام ومهنيون.

مرة أخرى يبدو أن الجمعية السعودية للإعلام والاتصال لا تقوم بدورها المناط بها من ضبط العمل وتنظيمه، ولهذا اختلطت الأمور وأصبح الفضاء واسعا في هذا المجال، فمن أساتذة الجامعات من ذهب إلى إنشاء جمعيات دقيقة في التخصص وتدار بطريقتهم من حيث إجراء البحوث والدراسات وإقامة المؤتمرات وورش العمل، بعيدا عن التنسيق مع الجمعية الأم وأعضائها.

باختصار هذه الجمعيات الإعلامية والمهرجانات والملتقيات بحاجة إلى إعادة نظر تحدد مسارها وتقومها، بحيث تكون ملبية لرغبات المتخصصين وتقدم الجديد، لا سيما وأن هذا المجال مغر وفطري في نفس الوقت.