أبدت شخصيات سياسية لبنانية مخاوف من اغتيال الرئيس ميشال سليمان في ظل حملة منظمة يشنها ضده فريق الثامن من آذار وشخصيات مرتبطة بالنظام السوري. وتلقى سليمان تهديدات مباشرة عبر وسائل إعلام هذا الفريق وتصريحات نواب محسوبين عليه، في محاولة لثنيه عن التوجه إلى الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ورفعه مذكرات حول الاعتداءات السورية على لبنان. وكان سليمان قد أعلن عن استخدام صلاحياته الدستورية في هذا الخصوص بعد رفض وزير الخارجية عدنان منصور القيام بمهامه في هذا المجال وتجاهله توجيهات الرئيس، وبعد أن "طفح كيل سليمان من الغارات الجوية التي نفذها طيران بشار الأسد على وسط مدينة عرسال، وخرقها السيادة اللبنانية.
وغداة أعنف تهديد وجهته قناة "الميادين" بتفجير لبنان بسيارات مفخخة تأتي من العراق "إن لم ينتبه رئيس الجمهورية إلى "سلوكياته السياسية"، سلم سليمان أمس سفير جامعة الدول العربية في لبنان عبدالرحمن الصلح مذكرة خطية موجهة إلى الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، يحيطه علما بالخروق السورية التي يطالب لبنان بعدم تكرارها، آملا حض جميع الأطراف على الالتزام الفعلي بواجب احترام سيادة لبنان وحرمة حدوده وأراضيه وعدم التورط في الأعمال العدائية على طرفي الحدود. وتأتي هذه الخطوة بعد رفع مذكرة مماثلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وتلقى سليمان تهديدا بمحاكمته بتهمة الخيانة العظمى من النائب البعثي عاصم قانصو، غداة عودته والنائب السابق نجاح واكيم من لقاء مع الأسد.
إلى ذلك أكد السفير الفرنسي في لبنان باتريس باولي أن "بلاده تقدر الجهد المبذول من قبل لبنان واللبنانيين لاستضافة النازحين السوريين. وقال إن العدد المسجل يناهز 550 ألف نازح "وهو عدد هائل"، إضافة للمسائل الأخرى ومنها موضوع اللاجئين الفلسطينيين الذين جاؤوا إلى لبنان وعددهم نحو 60 ألفا. وتابع "نحن نرى حجم هذا العبء على البلد ونلاحظ الجهد المبذول في هذا الإطار"، مكررا "تقدير بلاده لتعامل اللبنانيين مع هذا الواجب الإنساني، فالحدود بقيت مفتوحة ويجب أن تبقى كذلك للسماح بإغاثة من هو بحاجة ومن هو في خطر"، مشيرا إلى أن "هذه المسألة احتلت أولوية لدى فرنسا والاتحاد الأوروبي".