يستغل الكثير من الطلاب الابتعاث لإتقان لغة، أو أكثر، أيضا للحصول على دورات إضافية مكثفة للاستفادة منها في المستقبل، ولكن الجديد والطريف أن بعضهم يستغل هذه المرحلة للحصول على علاجات جذرية لمشاكل الأسنان، إذ تتميز بريطانيا وغيرها من الدول المتقدمة بالتفوق في هذا المجال.

بعد سنوات طويلة من المعاناة من الصداع المتكرر، وآلام الرأس، والأذن، اكتشف "مشعل" أن السبب بسيط، ويكمن فقط في عدم نظافة أسنانه، يقول: "عندما راجعت عيادة الأسنان قرر الطبيب عمل حشوة لي، وأخبرني أن حالة أسناني متردية جدا، وأنها بحاجة لتنظيف، مشيرا إلى أن ذلك هو السبب الحقيقي في شعوره بالصداع، وتعرض اللثة لنزيف بين فترة وأخرى.

ويضيف: "كنت أنظف أسناني قبل سفري لدى أحد أطباء الأسنان، إلا أنه تبين لي أني كنت مخدوعا، فلم يكن يعمل بشكل صحيح، إذ كان ينصحني دائما بنوع معين من المعجون، بينما كانت المشكلة تكمن في طريقة التنظيف"

وأشار مشعل إلى أنه كان يظن أن استمراره في تنظيف أسنانه بشكل عادي يوميا، واختياره لنوع جيد من المعجون سيحميانه من النزيف والتقرحات، ولكن الطبيب أخبره أن ذلك لا يكفي.

"سامي" كان يعاني من آلام متكررة في البطن والمعدة، وأحيانا في الأذن، يقول إنه اكتشف بعد المرور على عدة أطباء أن السبب أيضا يعود إلى حالة أسنانه.

ويضيف: "بعد أول جلسة لدى طبيب الأسنان في بريطانيا، علمت أن حشوات الأسنان، وكذلك التاج الذي يغطيها، واللذين تم وضعهما لي في أفضل مستوصف أسنان بالمملكة، تمت بطريقة غير صحيحة، وصنعت من مواد رديئة، الأمر الذي ضاعف من مشاكل التسوس".

وأضاف أنه وبعد تغيير الحشوات، وتركيب تاج جديد لتغطية السن التالف، اختفت الآلام التي كانت تصاحبه"، مشيدا بتفوق أطباء الأسنان في بريطانيا.

ويقول أبو وليد، وهو طبيب أسنان في بريطانيا: "أحرص عادة على توعية المريض قبل تقديم العلاج، حيث أشرح له العلاقة بين مشاكل الأسنان والأعراض الأخرى، وأوضح له أيضا أسباب تلك الأمراض، والطريقة الصحيحة لعلاجها، لأن إهمال تنظيف الأسنان، أو عمل حشوات غير أصلية، وتركيب التاج بطريقة خاطئة كلها تؤدي إلى ظهور أمراض تصيب اللثة والأسنان، وظهور حالة حساسية شديدة، ثم ظهور أمراض جديدة تسبب صداع الرأس والأذنين وآلام المعدة".

ونبه أبو وليد من أن إهمال العناية بالأسنان لا يقتصر على الألم أو الصداع، ولكن في حالات أكثر تعقيدا قد يؤثر الإهمال على القلب والكلى والكبد، مؤكدا الأهمية القصوى لنظافة الأسنان وضرورة التوعية بالأمراض المصاحبة لها.

وتقول طبيبة الأسنان جيني، التي تستقبل عددا من الطلاب المبتعثين في عيادتها أن "الإصابة بنزيف اللثة، وعدم نظافة الأسنان يكثران بين الطلاب السعوديين، وهي أعراض تسبب لهم آلاما وصداعا في الرأس، وكذلك رائحة الفم السيئة، وفي بعض الأحيان مشاكل في المعدة".

وترجع السبب إلى عدم اهتمام مراكز ومستوصفات الأسنان بشكل عام بالتوعية الطبية الوقائية، وتركيزها على توفير العلاج فقط.

وتؤكد جيني على أهمية تعريف المريض بالعلاقة بين الأسنان وعدد من الأمراض، وطرق الوقاية منها وسبل معالجتها، مشيرة إلى أهمية تعريف المريض أيضا بالطريقة الصحيحة لاستخدام فرشاة الأسنان، واستخدام أدوات أخرى غير تقليدية للتنظيف في حالات معينة، وأكدت أهمية مراجعة الطبيب من أجل تنظيفها على الأقل مرة كل ستة أشهر.