اهتمامات الناس تختلف باختلاف حاجاتهم.. هذه الأيام مثلاً يتابع كثير من الناس أخبار المطر أكثر من متابعتهم لأي أخبار أخرى.. بل ويفرحون بمقدمه للدرجة التي يفقدون من خلالها حياتهم كما حدث قبل أيام في حوادث مؤسفة..

الأخبار الأخرى التي تستحوذ على اهتمام كثير من السعوديين هذا الأسبوع أخبار الحملات التي تنفذها بعض مؤسسات الحكومة بحثاً عن مخالفي نظام الإقامة والعمل في بلادنا، وكلما ارتفع رقم المقبوض عليهم ازدادت سعادة هؤلاء الناس، وأنا معهم..

لست رجل أعمال، ولا أملك أي سجل تجاري في البلد، ولا أملك على كفالتي الخاصة سوى ثلاثة أشخاص بشكل سليم 100%، بالتالي لست متضرراً ولا متنفعاً.. لكنني أتعامل مع المسألة من زاوية مختلفة.. أنا أريد لبلدي واقعاً أفضل.. حينما تسمع - مثلاً - عن مغادرة أكثر من مليون مخالف خلال الحملة التصحيحية الفترة الماضية، هذا يعني أن هناك أكثر من مليون قنبلة كانت قابلة للانفجار تنتشر في شوارعنا..

كنت قلقاً - دون موقف شخصي - أن يتم تمديد المهلة.. أدرك جيداً أن ذلك يعني - كما قلت سابقاً - مهلة أخرى للفساد والفوضى العمالية.. مهلة أخرى يكمل فيها هؤلاء المخالفون ما بدؤوه من خراب!

لذلك كان أمس يوماً استثنائياًّ في بناء مستقبل البلد.. حملة تنظيف شاملة.. كأنها تقول للعالم من يريد مشاركتنا في بناء البلد أهلاً به و"على الرحب والسعة"، لكن يجب أن يحترم أنظمة وقوانين البلد.. ومن لا يريد احترامنا فـ"الباب يفوّت جمل"!

من حقنا أن نفرح لهذه الحملة التصحيحية الضخمة.. ويعلم الله أنني سعيد جداً.. الاعتبارات كثيرة جداً.. أبسطها أننا وصلنا لمرحلة تحتل فيها بلدنا مركزاً متقدماً فيما يتعلق بالأعداد الضخمة للمخالفين لنظام الإقامة والعمل كاستثناء غريب في العالم اليوم!

عام أخضر مشرق بإذن الله يا بلادي..