كشف مسؤولون في "مجموعة دعم سورية" بالعاصمة الأميركية عن تعقيدات بيروقراطية وعملياتية عرقلت وصول أكثر من نصف المساعدات الإنسانية التي سبق أن أقرتها الولايات المتحدة للمدنيين السوريين. وقال المسؤولون في المجموعة، التي تلعب دورا أساسيا في نقل تلك المساعدات إن المتطلبات تقتضي إبلاغ الكونجرس بكل شحنة تغادر الولايات المتحدة، وليس بمجمل المساعدة في نهاية فترة زمنية معلومة، إضافة إلى تصريحات الشحن.
وقال المدير التنفيذي للمجموعة برايان سايرس، إن هناك جهودا تبذل الآن لتسهيل الإجراءات. وأضاف: "تم تذليل بعض الصعاب المتصلة بتصاريح التصدير والمتعلقة بالوجهة النهائية. وأعتقد أننا نشهد الآن زخما جديدا بعد قرار الرئيس إنهاء الحظر على إرسال الأسلحة إلى سورية. فمن الوجهة العملية يمكن أن يسهل ذلك أيضا إجراءات شحن المعونات الإنسانية". وأقر سايرس بما قاله مساعدوه بأن قسما كبيرا من المساعدات التي أعلنت في الربيع الماضي لم تصل بعد. وأضاف "نحن نحاول بجهود بالغة الكثافة أن نذلل العقبات وأعتقد أننا أحرزنا تقدما في هذا المجال. وسوف نبلغ الكونجرس بكل شحنة ترسل إلى سورية إضافة إلى إبلاغ الإدارة بصفة رسمية للمجلس التشريعي".
غير أن تأخر وصول المساعدات الإنسانية يثير أيضا أسئلة عن المدى الزمني الذي يمكن أن تستغرقه عملية إعداد شحنات الأسلحة التي توافق إدارة الرئيس أوباما على إرسالها إلى سورية. وإذا كانت شحنات الأسلحة ستمر بالتعقيدات التي مرت بها المساعدات الإنسانية، فان ذلك يعني أن المساعدات العسكرية الأميركية ـ وبصرف النظر عن مكوناتها ـ قد لا تصبح عنصرا فاعلا في المعارك الحساسة زمنيا التي تدور بالقرب من دمشق وحلب.
وتبلغ قيمة المساعدات الإنسانية التي تنتظر الشحن الآن نحو 127 مليون دولار، إضافة إلى ما أعلنه وزير الخارجية جون كيري في إسطنبول في أبريل الماضي من حزمة معونات أخرى تبلغ 123 مليون دولار. وبالنسبة للمبلغ الأخير الذي أعلنه كيري في تركيا، فإن إجراءات إبلاغ الكونجرس بتفصيلات ما سيرسل لا تزال تجري الآن، وقد تستغرق أسابيع طوالا قبل حصولها على موافقة المجلس التشريعي.