حقيقة.. لا أعلم، وإنما أتساءل مثلكم، هل نجحت حملة التصحيح؟! والحقيقة الأهم، أن لا أحد يعلم حتى الآن، فمثل هذا يحتاج لمسافة زمنية للحكم؛ لأن الأمر ـ وعلى المدى القصير ـ يبدو جيدا، ولكن على المدى الطويل، أو المدى "الاقتصادي"، لم تتضح النتائج والمحصلات بعد.. لتبقى الإجابات حبيسة في صناديق الزمن!
بعيدا عن هذه الزاوية، التي لم تر النور الكامل بعد، وأقصد نتائج الحملة، هناك زاوية مهمة متزامنة مع هذا التغيير، تتثمل في استغلال الفرصة، وشراء النجاح مبكرا، والعمل على تحويل هذا المنعطف إلى مكسب طويل الأجل، حيث الكرة باتت في ملعب الشباب، للتوافد إلى السوق، وشغل المساحات الشاغرة، والظفر بالتميز مبكرا.. فعلى الرغم من أن الحملة قد حصدت كثيرا من الأيدي العاملة، وأسهمت ـ بشكل مباشر وغير مباشر ـ في رفع أسعار بعض المنتجات والخدمات، وأدت إلى احتكار بعضها، إلا أنها منحت المساحة للعمل، وهذا ما يظهر لنا حتى الآن.. على أقل تقدير!
هناك زاوية أخرى مهمة في القضية أيضا، تحتم علينا إعادة النظر في كثير من تفاصيل الحملة والسوق، وعوامل أخرى، ذات علاقة واضحة بهذا التغيير، إذ يشرحها الخبير الاقتصادي فضل البوعينين، عبر "الوطن" قائلا: "إن العمالة في المملكة كانت تقدر بـ10 ملايين عامل، مبينا أن الأرقام المعلن عنها رسميا وما تم تصحيحيه تشير إلى أن حجم العمالة التي صححت أوضاعها تتجاوز الـ8 ملايين، لافتا إلى أن ذلك يعكس للجميع وجود خلل كبير، وهو أن 80% من العمالة كانت غير نظامية"!
وختاما.. أتمنى ألا نستعجل النتائج، ونزف النجاح مبكرا، فالمفترض ـ في نظري ـ أن يتم التعامل مع الحملة بموضوعية، ووضع التفاصيل العاطفية جانبا، ودراسة الأمر من جميع النواحي المختلفة، الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، والعمل على وضع البدائل الصحيحة، والابتعاد عن الحلول الوقتية؛ لأن المثل الإنجليزي يقول:easy come, easy go. والسلام.