خلال السنوات الماضية ـ انتشرت في أغلب مناطق المملكة ثقافة جديدة في فصل الصيف هي المهرجانات السياحية ومهرجانات التسوق.. وفكرة مهرجانات التسوق بشكلها الحالي انطلقت من دبي قبل عشر سنوات تقريباً ـ وأرجو ألا أكون مخطئاً ـ من الذكاء، الذي مارسه القائمون على السياحة هناك، تقديم الجوائز والهدايا الثمينة للمتسوقين والزوار والسياح.. كانت الجوائز سيارات وكيلوجرامات من الذهب تقدم ليليا في أكثر من مكان.. بعضها كان يعرض على التلفزيون..!
الذي يحدث في مراكزنا التجارية ومهرجاناتنا السياحية أو التسويقية أمر مختلف..
استعرضت قبل فترة، في إحدى الصحف، الرعاة الرسميون والمشاركون وغيرهم في أحد المهرجانات.. كانت الأسماء رنانة بالفعل.. أضخم الشركات والبنوك في البلاد بطولها وعرضها.. حسناً؛ الأرض من البلدية.. التجهيزات من البلدية.. المتابعة من فرع وزارة التجارة.. الإشراف من هيئة السياحة.. وغير ذلك.. ما المتوقع إذن من الرعاة؟ ـ المتوقع أن يقدموا جوائز ثمينة وجاذبة.. لن أخبركم عما حدث.. فقط هل سمعتم أن مهرجانا قدم شيئا ذا قيمة خلال الفترة القليلة الماضية؟! ـ إطلاقا لا ! ـ إذن رعاة لماذا وعلى ماذا؟!
وليت الأمر توقف عند مهرجان عابر.. طيلة شهر شعبان والناس يقرؤون في الصحف إعلانات لمهرجانات أخرى في مدن أخرى تعلوها عبارة "هدايا ومفاجآت" وفي الأسفل رعاة من العيار الثقيل.. تظن أنهم سيعلنون عن عشرة فائزين يومياً ويمنحون كل واحد منهم "كيلو ذهب"! تبحث عن هذه المفاجآت تجد أنها هدايا مضروبة أو بخسة الثمن يبدو بعضها من "أبو ريالين"!
يفترض أن تُلزم إدارات المهرجانات المنتشرة هنا وهناك بأن تكفّ عن هذه الإعلانات الترويجية الخادعة وسرد أسماء الرعاة، طالما هي غير قادرة على تقديم جوائز قيمة أو هدايا ثمينة للزوار والمتسوقين..
أمر مخجل؛ في دبي إدارات المولات والأسواق التجارية والمهرجانات تقدم مجوهرات وسيارات بي إم دبليو ومرسيدس ونحن خلاطات عصير وساعات حائط وطقم ترامس!